فأي الطرق الملتوية يسلك وكل خياراته عقيمة بلا جدوى وتودي به إلى منحدرات الهزيمة، فلا الاحتيال في السياسة عاد يفيده، ولا تسول الهدن على أبواب الاتفاقات بات يجديه ولا التلطي خلف تلال قش ضماناته أو حتى إطلاق أيدي «نصرته» لتمعن في استهداف المدنيين، فكل ما أمام الأحمق التركي جدران خيبة وما عليه فقط إلا اختيار أحدها ليضرب رأسه المتورم عدوانية والمتخم بالتوسع الاحتلالي فيها، وعليه أن يبدأ بجمع حصاد خيباته .
فالوقت الميداني، الذي بدأت عقارب ساعاته تلسع إرهابييه حتى في جحور يختبؤون بها وتلقن الدرس الأقسى والأكثر إيلاماً لأرتال جنوده المعتدين، لم يعد يسعفه وإن استمات لتأخير النهايات، ولم يعد مخزون إرهابه قادراً على انتشاله من قاع الإفلاس في لحظات انهيار مشروعاته وتشظي أدواته على امتداد رقعة الشمال بضربات الجيش العربي السوري الصائبة والنوعية.
من سمع البلطجي التركي وهو يستغيث بالناتو مستجدياً المساعدة وطالباً مده بجسور الإنقاذ يدرك عمق حفرة النار التي وقع فيها وبدأ يحترق بلظاها، ويعي نوعية المأزق الذي وقع في أفخاخه بالشمال السوري، فشريكة إرهابه واشنطن التي تحترف التخلي عن حلفاء عربدتها وطعنهم بمقتل تبعيتهم لا يهمها إلا مصالحها، ولا يعنيها أبداً انزلاقه إلى منحدرات الهزيمة، وروسيا التي تعهد لها مراراً بالتوبة عن آثام دعم الإرهابيين والالتزام بحفظ أمن المدنيين تدرك منذ البدء أن الإفعوان التركي لن يتوب عن نفخ سموم إرهابه وتعطيله للحلول وإن منحته كضامن للإرهابيين الفرص، فأثبت أنه رعديد جبان وزئبقي متلون حسب طقوس أطماعه، أجل موسكو صمت أذانها الآن عن تسوله هدناً جديدة.
حال أردوغان اليوم كمبتلع سكين الخيبة والعجز على حدي الخسارة، ومحاولات مشيه على زجاج المرحلة فعل انتحار غبي معلن وليس أمامه إلا الانسحاب من الأراضي السورية التي يحتلها ووقف هجماته الإرهابية العدوانية إن كان يريد خلاصاً من مأزقه، وإلا فالجيش العربي السوري الذي يستكمل مهامه التحريرية لكل التراب الوطني سيلقنه وإرهابييه دروساً موجعة ستجعله ينسحب مرغماً.