ولاشك أنه ومع غياب ثقافة الاستهلاك فإن هناك كميات كبيرة وبشكل يومي ستهدر من هذه المادة المدعومة من قبل الدولة بمليارات الليرات، نتيجة قيام البعض بشراء كميات كبيرة تزيد عن حاجتهم، ما يؤدي إلى تلف جزء غير قليل منها، أو بسبب عدم تمكّن البعض الآخر من حفظ جزء من هذه الكميات بالطرق الصحيحة، أو نتيجة قيام آخرين بالعمل على تحويل مادة الخبز إلى أعلاف لقطعان الثروة الحيوانية على اختلاف أنواعها نتيجة ارتفاع أسعار المواد العلفية في الأسواق المحلية.
تطوير الأداء
وعليه، تعمل المؤسسة السورية للمخابز المحدثة أخيراً بموجب مرسوم جمهوري على عدة جبهات لنشر ثقافة عقلنة الاستجرار والاستهلاك «على حد سواء»، والحد ما أمكن من فاتورة الهدر الكبير والاستنزاف غير المقبول وغير المبرر والمعقول ـ من موارد الخزينة العامة للدولة، وما عملية الدمج بين الشركة العامة للمخابز ولجنة المخابز الاحتياطية إلا خطوة جدية باتجاه تطوير الأداء والوصول إلى إدارة سليمة لعميلة إنتاج رغيف الخبز بأفضل المواصفات .
إعادة هيكلة الشركات والمؤسسات
مدير المؤسسة السورية للمخابز المهندس جليل إبراهيم أكد في حديث خاص للثورة أهمية مرسوم الدمج الذي صدر مع بداية العام الحالي والذي يأتي ضمن السياسات والبرامج المتخذة لعملية الإصلاح الإداري والاقتصادي، من خلال إعادة هيكلة الشركات والمؤسسات التي تعمل بنفس الاختصاص ضماناً لحسن الأداء وتبادل الخبرات .
وبيّن إبراهيم أن المخابز ستستمر بالعمل وفق الآلية المعمول بها بنوعيها المخابز العاملة بنظام الإدارة والمخابز العاملة بنظام الإشراف بما يضمن تحسين نوعية المنتج والوصول به إلى الأفضل، مشيراً إلى أن الآليات المتبعة لتحسين جودة الرغيف تقوم على تحديث خطوط الإنتاج لدى المؤسسة بالإضافة إلى الصيانة الدورية لهذه الخطوط .
تحسين جودة المنتج
وفيما يتعلق بمعالجة ملف الهدر والاستفادة من كل حبة قمح تزرع وتحصد أو تلك التي يتم استيرادها بالقطع الأجنبي، بين أن المؤسسة عملت مؤخراً على تشكيل فريق عمل مهمته وضع الخطوط العريضة وصولاً إلى الدقيقة منها للآلية والخطوات والإجراءات التي سيتم اتخاذها للحد من هذه الظاهرة من خلال الحملة التوعوية التي ستنفّذها عن طريق وسائل الإعلام لإطلاع المواطن وتشجيعه وحثّه على البدء بإجراء تعديل «لو كان بسيطاً» على سلوكه وثقافته الاستهلاكية لمادة الخبز من خلال شراء الكميات التي تتوافق وحاجته الفعلية للمادة غير القابلة للتخزين لفترة طويلة، والعمل جنباً إلى جنب على تحسين جودة المنتج وهو الهدف الأساس الذي تعمل المؤسسة على تحقيقه .
إنتاج كامل المخصصات
وحول أسباب الازدحام الموجود في مختلف المخابز خاصة في مراكز المدن لفت إبراهيم إلى أن ذلك يعود إلى تداعيات الحرب الإرهابية التي تتعرض لها سورية منذ أكثر من ثماني سنوات وما قامت به المجموعات المسلحة من استهداف مباشر للمواطنين الذين اضطر قسم كبير منهم للهرب من الأرياف والاستقرار في مراكز المدن، ما شكّل ضغطاً كبيراً على المخابز العامة، لاسيما مع خروج عدد غير قليل من مخابز القطاعين العام والخاص عن الخدمة نتيجة اعتداءات المجموعات الإرهابية، منوهاً إلى أن جميع مخابز المؤسسة تقوم بإنتاج كامل مخصصاتها اليومية من الدقيق التمويني، حيث تمتلك المؤسسة 280 مخبزاً العامل منها 188 مخبزاً.
شراء واستلام الدقيق وتصنيعه
يذكر أن المرسوم الصادر منتصف شهر كانون الثاني الماضي نص على أن الغرض من إحداث المؤسسة السورية للمخابز تشغيل واستثمار وتصنيع وتركيب خطوط إنتاج للمخابز وتوزيع منتجاتها، على أن تقوم المؤسسة بشراء واستلام الدقيق وتصنيعه وبيع منتجاته وتطوير خطوط الإنتاج وتحسين منتجات المخابز وإنشاء وتشغيل واستثمار المخابز وفق نظام يصدر عن رئيس مجلس الوزراء بناءً على اقتراح الوزير، كما نص على آلية العمل والاستخدام والتعاقد إضافة لتصنيع المعدات والتجهيزات اللازمة لعمل المخابز وبيعها واتخاذ جميع الإجراءات للمحافظة على المخابز والمنشآت التابعة لها والمواد والمخازين الموجودة فيها وعقد الاتفاقات وإبرام العقود الداخلية والخارجية اللازمة لتنفيذ أغراضها وفقاً للقوانين والأنظمة النافذة وإقامة الدورات التدريبية لتأهيل الكوادر الفنية.
منقولون حكماً
وأشار المرسوم إلى أنه يعدّ الملاك العددي للشركة العامة للمخابز هو الملاك العددي للمؤسسة المحدثة ويعدّ العاملون الدائمون في الشركة العامة للمخابز منقولين حكماً مع شواغرهم إلى المؤسسة المحدثة بموجب أحكام المرسوم بنفس أوضاعهم وفئاتهم وأجورهم ويحتفظون بقدمهم المؤهّل للترفيع ويستمر العاملون المؤقتون والمتعاقدون بالعمل في الشركة العامة للمخابز ولجنة المخابز الاحتياطية بالعمل في المؤسسة بنفس أوضاعهم الحالية حتى انتهاء تاريخ عقودهم أو تجديدها حسب القوانين والأنظمة النافذة.