كي لا نخسر حمام القرماني!!
حديث الناس الجمعة 14-2-2020 ثورة زينية تعدّ المعالم التاريخية والأثرية الذاكرة البعيدة التي تختزل فيها الشعوب ماضيها التليد، كما تعد أهم مرتكزات عملية الترويج السياحي، واستقطاب السياح، ولاسيما عشاق التاريخ الذين عندهم حب ثقافة الاطلاع على حضارات قديمة، لمحاولة فهم الحاضر.
ومن يضاهي دمشق العاصمة الأقدم في تاريخ البشرية، التي تزخر بمكنون حضارات لاحصر لها، ليس ابتداءً من قلعتها الشامخة والجامع الأموي وأبوابها السبعة الشهيرة، مروراً بأسواقها التاريخية وقصر العظم وضريح صلاح الدين الأيوبي، وليس انتهاءً بخاناتها وبيمارستاناتها وكنائسها ومقاماتها الدينية وحماماتها المشهورة التي كان يتسابق المعماريون القدماء في زخرفتها وإكسائها، حتى أضحت تلك الحمامات أحد المعالم التاريخية، حيث يعتبر حمام «القرماني» أشهرها بقبابه الاثنتي عشرة، التي تتربع على مساحة تصل إلى 500 متر مربع في موقع مميز وسط العاصمة شرق ساحة المرجة.
من يعاين اليوم هذا الحمام الشهير الذي يعود للعصر المملوكي يرَ كمية الغبن التي أحاقت به كمعلم أثري كان من المفروض أن يكون معلماً سياحياً بامتياز، ولاسيما أنه يجاور المدينة القديمة، ولكن بعد أن قامت محافظة دمشق في عام 2006 بهدم ما يسمى «السوق العتيق» المجاور له انكشف الحمام وأصبح عرضة بشكل أكبر للتعديات والتأثيرات التي أضرت بأجزاء منه، وأصبحت جدرانه مكاناً لرمي الأوساخ من قبل المرتادين للحديقة التي يتوسطها، إضافة للأضرار التي لحقت به نتيجة لتشييد مقسم مجاور لمجمع يلبغا.
ولعل الخطر الأكبر الذي يتهدد هذا الحمام الأثري أن «تنظيم شرقي المرجة «وهذا يضع إشارة استفهام كبيرة جداً لم يلحظ رصد وجود الحمام عند وضع المصور، حيث تم وضع ثلاثة مقاسم مكانه تماماً والمخاوف تزداد بأن يحصل أصحاب المقاسم مستقبلاً على حكم قضائي واجب التنفيذ بهدم الحمام للبناء في مكانه، وليصبح ذاك المعلم الأثري أثراً بعد عين، كما حصل للعديد من المعالم التاريخية في دمشق وغيرها من المدن السورية.
|