وأكد صباغ خلال اللقاء عمق التحالف الاستراتيجي السوري الإيراني في مواجهة الإرهاب معرباً عن شكره وتقديره للجمهورية الإسلامية الإيرانية قيادة وحكومة وشعباً لدعمها ومساندتها المستمرة لسورية.
وأشار صباغ إلى متانة العلاقات بين الشعبين السوري والإيراني المترسخة منذ القدم داعياً إلى الدفع قدماً بالعلاقات الثنائية في مواجهة الحصار والإجراءات الاقتصادية القسرية أحادية الجانب المفروضة على كلا البلدين.
من جهته أعرب لاريجاني عن اعتزاز بلاده بصمود سورية والانتصارات المتلاحقة التي يحققها الجيش العربي السوري ضد الإرهاب وثقته بتحسن الظروف فيها بالمستقبل القريب مشيراً إلى تغير الرأي العالمي والتعاطي الإيجابي تجاه سورية نحو الأفضل في ظل التطورات المهمة التي تحدث.
وأوضح لاريجاني أن بلاده لديها رؤية واضحة لما يجري في المنطقة وهي تنظر إلى التعاون مع سورية على أنه تحالف استراتيجي وليس عملية تكتيكية مجدداً التأكيد على استمرار بلاده بدعم سورية في كل المجالات وفي مرحلة إعادة البناء والإعمار ورفع مستوى التبادل والعلاقات التجارية بين البلدين.
حضر اللقاء عدد من أعضاء مجلس الشعب وسفير سورية في إيران الدكتور عدنان محمود وسفير إيران في سورية جواد ترك آبادي.
وفي مؤتمر صحفي عقده الجانبان أكد رئيس مجلس الشعب وحدة المسار والمصير بين البلدين وتعمدها بدماء الشهداء الطاهرة مبيناً أن البلدين يقودان معاً معركة المقاومة والمساواة في وجه قوى الهيمنة والصهيونية والتبعية والعمالة بكل أشكالها حيث أثبت البلدان قوتهما رغم الحصار المفروض عليهما.
من جهته أوضح لاريجاني أن مباحثاته مع السيد الرئيس بشار الأسد تناولت مسألة تعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين معرباً عن أمله بأن يكون المستقبل حافلاً بالمزيد من هذا التعاون.
وأشار لاريجاني إلى أن بلاده لا تنسى الدعم الذي قدمته سورية قيادة وحكومة وشعباً للشعب الإيراني منذ انتصار الثورة الإسلامية في إيران مؤكداً أن سورية تمثل إحدى الدول المهمة في محور المقاومة.
وبين لاريجاني أنه عند مقارنة مواقف بعض الدول العربية تجاه «صفقة القرن» الخبيثة مع موقف سورية من الكيان الصهيوني يرى الجميع سمو الأهداف والغايات التي تسعى سورية لتحقيقها. ولفت لاريجاني إلى أن بلاده تؤكد دائماً على نقطة مهمة وهي أن يكون لدى جميع دول المنطقة علاقات صداقة وإن كان بينهم خلاف يجب حل ذلك عن طريق الحوار مشيراً إلى ضرورة زيادة التعاون بين رجال الأعمال والتجار الإيرانيين والسوريين في مرحلة إعادة الإعمار.
ورداً على سؤال حول التعاون السوري الإيراني في مجال إعادة الإعمار أكد صباغ أن العلاقات السورية الإيرانية متجذرة ومتجددة على الدوام وأنه كما كان للأشقاء في إيران دور في مؤازرة سورية ودعمها خلال الحرب الظالمة عليها سيكون لهم دور كبير في مرحلة إعادة الإعمار.
وأشار لاريجاني إلى أنه فيما يتعلق بإعادة إعمار سورية وازدهار الاقتصاد فإن قطاع الأعمال في إيران مستعد لدعم سورية والعمل معها مضيفاً: «هناك دراسات حول آليات دخول الشركات الإيرانية إلى سورية ولا يمكن القول إن هناك معوقات للعمل المشترك ولكن هناك بعض الأمور الروتينية والإدارية واقترحنا أساليب يمكنها أن تسهل هذه الأمور» معرباً عن أمله بأن تقوم الجهات التنفيذية في البلدين بالدفع قدماً بالعمل الثنائي.
وكان لاريجاني قد أكد أن سورية دولة شقيقة ومهمة في محور المقاومة، مشددا على أهمية العلاقات الثنائية بين البلدين.
وقال لاريجاني في تصريح للصحفيين أمس لدى وصوله إلى مطار دمشق الدولي حيث كان في استقباله رئيس مجلس الشعب حموده صباغ: لدينا مشاورات مهمة حول قضايا تهم السوريين بحسب الظروف والمستجدات وتطوير العلاقات الثنائية.
بدوره بين رئيس مجلس الشعب في تصريح أن سورية والجمهورية الإسلامية الإيرانية تجمعهما روابط متينة أبرزها محاربة الإرهاب التكفيري والتآمر والحصار الذي يتعرض له البلدان، مؤكداً أن الانتصارات التي تتحقق يومياً على الأرض دليل واضح على حتمية انتصار الإرادة الصلبة في مواجهة كل هذه المشاريع التآمرية.
وكان لاريجاني صرح للصحفيين في طهران قبيل توجهه إلى دمشق أن التطورات الراهنة في المنطقة تتطلب مشاورات وثيقة بين الدول ومنها سورية وأن زيارته ذات طابع برلماني من جهة وتشمل محادثات مختلفة حول القضايا المهمة في المنطقة.
حضر الاستقبال السفير السوري في طهران الدكتور عدنان محمود والسفير الإيراني بدمشق جواد ترك آبادي.
كما بحث رئيس مجلس الوزراء المهندس عماد خميس أمس مع وفد من مجلس الشورى الإسلامي الإيراني برئاسة لاريجاني آليات التنسيق والتشاور المستمر بين البلدين لزيادة آفاق التعاون في المجال الاقتصادي بمختلف القطاعات.
وتناول اللقاء سبل التنسيق بين البلدين في ظل الحصار والإجراءات الاقتصادية القسرية أحادية الجانب التي تستهدف الشعبين السوري والإيراني وضرورة زيادة التعاون في المجال التجاري والاستثماري ومشاريع النقل والبنى التحتية ومشاركة الشركات ورجال الأعمال الإيرانيين في إعادة الإعمار ودراسة إقامة منطقة اقتصادية مشتركة ومنطقة خاصة بالاستثمارات الإيرانية في سورية. وأكد المهندس خميس أن العلاقات المتميزة بين سورية وإيران على كل الصعد تمثل أنموذجاً للعلاقات الأخوية الصادقة والوقوف صفاً واحداً في محاربة الإرهاب والتكفير، معرباً عن تقديره لمواقف إيران قيادة وشعباً المساندة للشعب السوري في حربه على الإرهاب وتعزيز صموده في مواجهة تحديات الحرب والحصار الاقتصادي.
من جانبه جدد لاريجاني موقف بلاده الداعم لسورية حتى تحقيق النصر النهائي على الإرهاب وعودة الأمن والاستقرار إلى كامل التراب السوري منوهاً بالانتصارات المتتالية التي حققها الجيش العربي السوري في محافظتي حلب وإدلب مشيراً إلى ضرورة تنشيط التبادل التجاري ومنح التسهيلات للفعاليات الاقتصادية لإقامة مشروعات مشتركة.
حضر اللقاء وزير الاقتصاد والتجارة الخارجية الدكتور محمد سامر الخليل ورئيس هيئة التخطيط والتعاون الدولي الدكتور عماد الصابوني والأمين العام لرئاسة مجلس الوزراء الدكتور قيس خضر وسفير سورية في طهران الدكتور عدنان محمود وسفير إيران بدمشق جواد ترك آبادي.