تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


وصايا الكتاب الأبيض تصعيد الحروب والنزاعات بين القوى العظمى

موقع WSWS
ترجمـــــــــــة
الاثنين 27-5-2013
 ترجمة حسن حسن

نشرت حكومة الحزب الاشتراكي الفرنسية في 29 نيسان الماضي كتابها الأبيض المتعلق بالاستراتيجية العسكرية ، فبعد عام من انتخاب فرانسوا هولاند رئيساً شكل لجنة لوضع كتاب أبيض جديد آخذاً في الحسبان التطورات التي طرأت على الساحة الدولية منذ نشر الكتاب الأبيض السابق في عام 2008.

وعند مراجعة الكتاب الأبيض الصادر عام 2008 والذي جاء بعنوان : «الكتاب الأبيض عن الدفاع : البرجوازية الفرنسية تستعد للحرب» استخلص موقع wswsأن الطبقة الحاكمة الفرنسية تعد العدة للتحول نحو الحرب بغية حل التناقضات التي ترهق كاهل الإمبريالية العالمية ، وهذا التحليل تؤكده السنوات الخمس التي أعقبت صدور الكتاب، وقد شهدت انفجار عدوانية الإمبريالية الفرنسية بعد انفلات الأزمة الاقتصادية والتظاهرات الجماهيرية في مصر عام 2011 وفي غضون عامين، خاضت فرنسا حروباً في ليبيا ، ساحل العاج ، وحالياً في مالي وسورية. الكتاب الأبيض الحالي ، يطرح مشروعات ليس من أجل المشاركة فحسب ، بل من أجل تصعيد عدوان الجيش الفرنسي على نطاق واسع في أعالي البحار . ويوضح الكتاب أن «تطور السياق الاستراتيجي يمكن أن يقود بلادنا إلى المبادرة إلى اجراء عمليات عسكرية ، أو الاضطلاع كما كان في الماضي بجزء أساس من مسؤولية التدخل الذي يؤدي بها إلى العمل العسكري».‏

ويتضمن الكتاب قائمة طويلة من الأهداف أو أهداف هامة لضربها عسكرياً. ويتناول امكانية شن حروب جديدة في أفريقيا ، وعمليات انتشار في الشرق الأوسط ، وآسيا،بسبب نزاعات قد تنشب مع ايران والصين ، وكذلك عمليات انتشار أوسع للقوى النووية الفرنسية .‏

إن اعتماد حكومة الحزب الاشتراكي للكتاب الأبيض ورد الفعل الذي أثارته وسائل الإعلام هي الأغراض التي تعاني منها الطبقة الحاكمة الفاقدة للصواب . فقد ظهرت مقالات في الصحافة الفرنسية تنتقد الكتاب ليس لأنه يقدم برنامجاً عسكرياً ضخماً ولكن لأن فرنسا لم تتسلح بما فيه الكفاية لمواجهة تلك النزاعات على نحو فعال.‏

يطرح الكتاب أيضاً فكرة تجميد النفقات العسكرية عند حدود 31،4 مليار يورو في العام وهذا سيؤدي إلى تسريح 24،000 موظف في الجيش ما بين 2014و2019 وتخفيض في عدد الجنود الذين يمكن نشرهم في أعالي البحار من 30،000جندي حالياً إلى 15،000 جندي .‏

لكن عدة محللين عسكريين قللوا من أهمية التخفيضات المطروحة ، بتأكيد القول أنها سوف تلغى وأن تخفيضات أخرى ستكون ضرورية لتمويل الحرب . جان دومنيك ميرشية قال:«سيتم الحفاظ على كل الأساسيات ... ويجب ألا يغيب عن أذهاننا أن السياق الجيوسياسي إذا ما تبدل جذرياً في غضون الثلاث أو الأربع سنوات القادمة ، ستجري الأمور على نحو مغاير ، وسيتم التضحية بأمر آخر لامتلاك القدرة على التدخل على نطاق أكبر».‏

واقع الإمر ، يرى الكتاب أن النزاعات المحتملة لن يكون بالمقدور تمويلها إلا من خلال الانقضاض على مستوى معيشة الطبقة العاملة حيث الاقتصاد الأوروبي ينوء تحت وقع اجراءات التقشف الصارمة . ما يؤدي إلى خلق مناخات لنشوء معارضة عميقة ومتفجرة سياسياً داخل الطبقة العاملة ضد سياسة عاجزة ومتقشفة مدعومة من المؤسسة السياسية.‏

ويعدد الكتاب الأبيض ، البحر المتوسط شمال أفريقيا ، الخليج والمحيط الهندي كساحات للتدخل الفرنسي . ففرنساعرضت اقامة أربع قواعد في أفريقيا ، ويشير الكتاب إلى السمة الأساسية لبحر الصين الجنوبي ، حيث الولايات المتحدة تؤجج المواجهات بين الصين ودول أخرى في المنطقة ، كما أن المصالح الفرنسية واسعة في شرق آسيا.‏

ويؤكد الكتاب الأبيض على اصطفاف فرنسا إلى جانب واشنطن ، وقد حدث هذا في عهد الرئيس السابق نيكولاي ساركوزي الذي انضم إلى البنية العسكرية للحلف عام 2009، وذلك قبل أن يناقش في عام 2010 امكانية التحالف العسكري مع بريطانيا وتحالفه القادم مع الولايات المتحدة ، والانخراط بدءاً من عام 2011 في سلسلة الحروب التي خاضتها الولايات المتحدة.‏

دافع الكتاب عن أن فرنسا زاد من نفوذها في المنطقة من خلال العمل الوثيق مع الولايات المتحدة ووسطائها في المنطقة. ولابد من الملاحظة أن «فرنسا عززت حضورها وتعاونها الدفاعي » مع الإمارات العربية المتحدة، الكويت وقطر ، وقد بنت قاعدة عسكرية في أبوظبي، عاصمة الإمارات العربية المتحدة وأشاد الكتاب بـ «التركيز على آسيا» من قبل الولايات المتحدة التي تهدف إلى احتواء الصين والذي من شأنه زيادة حدة التوتر بين واشنطن وبكين . فباريس تعتبر أن نفوذ الصين المتنامي بمثابة تهديد لمصالحها الجيوسياسية، ولاسيما في أفريقيا . ومما جاء في الكتاب أن «توازن شرق آسيا حصل بفضل صعود القوة الصينية ... وأن الحضور العسكري الأميركي في المنطقة يمكن أن يساهم في الحد من التوترات في آسيا ».‏

توصي الوثيقة بالحفاظ على التسليح النووي الفرنسي ، كبرنامج (س إن 3ج) لغواصة وصاروخ (إم51) التي بلغت تكلفتها حوالي 3،5 مليار يورو (4،6 مليار دولار) في العام . وفي حين يؤكد الكتاب أن برنامج التسليح النووي الفرنسي «دفاعي محض» يضيف أن «عدة من أسلحة القوات النووية يمكن أن تستخدم في العمليات التقليدية بقرار من رئيس الجمهورية»‏

إن رفع الحواجز بين القوى النووية والقوى التقليدية يشكل مرحلة جديدة نحو استخدام السلاح النووي ، لمواجهة تهديد أثاره مسؤولون فرنسيون ففي عام 2006، أعلن الرئيس جاك شيراك أن فرنسا يمكن أن توجه ضربات نووية ضد الإرهابيين في حال تعرض مصالحنا الاستراتيجية للخطر وكذلك الحلفاء»‏

جان لوك ميلانشون زعيم جبهة التيار الفرنسي انتقد ما جاء في الكتاب الأبيض واعتبر أن «التقشف» والتحالف مع أميركا «خطران قاتلان يهددان سيادة واستقلال فرنسا». داعياً إلى مناهضة سياسات أميركا ، رغم أنه كان يدعم بحماسة كل الحروب التي خاضتها باريس بالتعاون مع واشنطن ، سواء في ليبيا أو مالي وفي سورية‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية