تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الشعب التركي يتهم أردوغان والمعارضة السورية بتنفيذ تفجيرات الريحانية

عن : ALTER INFO
ترجمـــــــــــة
الاثنين 27-5-2013
 ترجمة : محمود لحّام

عندما تعرضت مدينة الريحانية التركية الواقعة قرب الحدود التركية السورية لهجومين إرهابيين مزدوجين تسببا بمقتل 50 شخصاً وإصابة العشرات بجروح خطيرة ،سارعت السلطات التركية وعلى الفور إلى توجيه أصابع الاتهام للاستخبارات السورية دون وجود أدلّة قاطعة

ثم أعلنت عن اعتقال 9 مواطنين أتراك ينتمون إلى إحدى الجماعات الماركسية المؤيدة لسورية يُشتبه بصلاتهم بالهجومَين ، وهذه الاتهامات والتي هي جزء من تقاليد حزب العدالة والتنمية لم تقنع الشعب التركي، هذا إلى جانب التعتيم الإعلامي والرقابة المشددة التي فرضها القضاء التركي على التحقيقات المتعلقة بالهجوم الإرهابي.‏

لمعرفة من هو المتهم الرئيسي ومن المستفيد من الجريمة الإرهابية لابد أن نذكر الآتي:‏

إن النظام القضائي في تركيا هو أداة دعاية ووسيلة من وسائل الحرب النفسية التي تستخدمها حكومة أردوغان،فمنذ بداية التحقيق في تفجيرات الريحانية،اتهمت السلطات التركية دمشق بأنها وراء هذه الأعمال الإرهابية (لكن دون وجود أي دليل مادي).إذاً النظام القضائي التركي لم يكن أبداً مثالاً للنزاهة والموضوعية،بل إن تسييس القضاء التركي عبر كل الحكومات التركية المتعاقبة بقي سراً مستعصياً،وحكومة أردوغان لم تخرج عن هذا النهج ،فهي تستخدم وبجدارة محاكمها لإسكات معارضيها مما جعل تركيا أكبر سجن للصحفيين في العالم.‏

مع هذه المحصلة الضخمة من الضحايا والأضرار لهجوم الريحانية المزدوج: 50 قتيلاً+أكثر من 155 جريحاً+735 متجراً تعرّضت لأضرار+ 62مركبة تضررت أو احترقت+ أكثر من 10 مبان تدمّرت كلياً أو جزئياً +120 شقة تضررت بنسب مختلفة ، مع هذه المحصلة الغير عادية يمكن عد هذا الهجوم بأنه الأكثر دموية وفتكاً في تاريخ تركيا .في الماضي القريب وقبل 10 سنوات ،أي في الـ15 وفي الـ 23 من تشرين الثاني 2003 تعرضت اسطنبول لهجومين إرهابيين راح ضحيتهما 27 و 30 شخصاً أي أن تركيا معتادة على العنف السياسي والعمل المسلح والإرهاب موجود فيها منذ السبعينيات حيث عشرات الحركات الماركسية والقومية تقاوم وتقاتل النظام في أنقرا ،لكن هجوم الريحانية لا يشبه أي هجومٍ آخر ولا حتى الهجمات التي كان يشنها حزب العمال الكردستاني بعتاده المتطوّر.‏

إذاً هناك من ينافس كل هذه الحركات على تحطيم الأرقام القياسية في التدمير والقتل في تركيا(القاعدة)، ومن المستبعد بل ومن المستحيل أن تعمد الجماعات الماركسية (المؤيدة لسورية)إلى استهداف السكان المدنيين في الريحانية كما تدّعي السلطات التركية لأن هجوماً من هذا النوع وهذا الحجم (تخطيط استخباراتي غربي معقّد يتطلب تنسيقاً عالياً وكمية ضخمة من المتفجرات وأجهزة تحكم عن بعد) لا يتوافق مع كل الهجمات التي سبق وشنّها اليسار الراديكالي إضافة إلى أن ذلك يتناقض وبشكل صارخٍ مع المباديء الأخلاقية والأخلاق العسكرية التي يتمتع بها الماركسيين،كما وأن سورية لا تملك أي مبرر ولا أي مصلحة للقيام بهذا العمل المجرم ضد جيرانها الأتراك خاصة لما يحمله هذا الهجوم من استهداف للأبرياء من جهة وتحدٍ لقوات الناتو من جهة أخرى.‏

يعتقد معظم سكان الريحانية أن المسلحين المدعومين من أنقرة والذين يقاتلون الحكومة السورية هم وراء الهجوم الإرهابي في مدينتهم ،وقد ذكر العديد من الأشخاص أن مقاتلي الجيش الحر غادروا المدينة بحذر قبل الانفجارات بوقت قصير، ويرى هؤلاء أن اليد التي قتلت في الريحانية هي نفسها التي قتلت في دمشق وحلب.. إنها يد القوى السلفية!! تلك الأنفس المظلمة التي تعيش وتكبر على الحقد والكراهية والإنتقام ، إنهم يقتلون الإنسانية كل يوم دون أن تكون لهم علاقة بالإنسانية ، وهذا ما أكّده النائب التركي أرطغرل كوركو خلال الزيارة التي قام بها إلى موقع الهجوم.‏

ربما يكون للموساد يد بما جرى في الريحانية والذي يشبه إلى حدّ كبير عملية اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري في بيروت وكلا العملين يهدفان إلى إضعاف سورية.‏

لقد حوّل دعم أردوغان للإرهابيين في اقليم هاتاي وفي غيره على امتداد الحدود بين البلدين لبرميل بارود...رجالٌ مسلحون يسيرون في كل الاتجاهات والطرقات..العديد من مخابىء الأسلحة وكذلك ورشات صناعة الأسلحة التابعة للارهابيين والتي قد تنفجر بالخطأ إضافة لعشرات السيارات المسروقة والتي أُرسلت إلى سورية لاستخدامها في هجماتٍ إرهابية .لقد غرق أردوغان في الوحل ويريد أن يجرّ معه تركيا كلها،وبدلاً من التوجّه إلى الريحانية وتفقّد ضحاياها حزم رئيس الوزراء التركي حقائبه وتوجه إلى واشنطن لتلقي تعليمات سيّده الأمريكي.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية