حيث أطلقت سورية حملة وطنية أغلقت فيها طرق امدادات الأسلحة عن المتمردين . ففي 11أيار 2013 كتب فيل غريغز على غلوبال ريزريتش : « ركَّز الجيش السوري على عرقلة طرق إمدادات الأغذية والأسلحة التي تصل من شمال لبنان وتركيا والأردن » .
تتشكل أفراد جبهة النصرة من المرتزقة التي يتم تجنيدها في تركيا والعربية السعودية وقطر كما ينضم إلى صفوفها قوات سرية غربية خاصة . هذا ويشكل الإرهابيون المنتمون إلى تنظيم القاعدة ـ والذين تمولهم واشنطن بشكل مباشر ـ المُشاة في التحالف العسكري الغربي . كما أكدت ال سي إن إن CNN أنه قامت قوات خاصة متعاقدة مع البنتاغون بتدريب إرهابيي جبهة النصرة على استخدام الأسلحة الكيميائية . وحسب هذه المصادر ، التدريب على استخدام الأسلحة الكيميائية التي تتم في الأردن وتركيا تشتمل على مراقبة وتامين احتياطات الأسلحة وكذلك إدارة مواقع الأسلحة والمعدات. ووفقاً لأحد المسؤولين يوجد بعض المقاولين في الأراضي السورية يعملون مع المتمردين لمراقبة بعض المواقع . هذا ولم يتم الكشف عن جنسية مدربيهم ، لكن أشار المسؤولون أنه لا يفترض ان يكونوا جميعهم أمريكيين .
قدّمت وكالة الأنباء السورية سانا تقريراً في 12آذار الماضي ذكرت فيه تفاصيل الاجراءات التي اتّبعها الجيش السوري ضد متمرّدي جبهة النصرة في عدة مناطق من سورية ، نذكر القليل منها:
السبت ، واصلت وحدات من القوات المسلحة متابعة الجماعات الارهابية في مناطق متعددة من ريف دمشق ملحقة بهم خسائر جسيمة . كما صرّح مصدر مسؤول لأحد مراسلي سانا أن وحدة عسكرية قادت عملية خاصة في حي البيرقدار بالحجيرة وقتلت عدداً من الإرهابيين ... وأضاف بأنه تابعت وحدة من الجيش النظامي مجموعة إرهابية في سوق وادي بردى وقتلت معظم افرادها ... وكذلك الأمر في داريا وحرستا وجوبر ، كذلك تحدّث حول سيطرة الجيش على مناطق في الغوطة الشرقية ... و من بين الإرهابيين الذين قتلوا في جاسم بدرعا السعودي عمار الشمري والكويتي محمود المطيري وهما قائدان في جبهة النصرة مسؤولان عن تصنيع المتفجرات . وكذلك تحدّث التقرير حول القضاء على مجموعات إرهابية في حلب ومنطقة الشيخ سعد ومنطقة الجزيرة وخان العسل وإدلب وأريحا وجبل الأربعين وعين القصب وتدمير معداتهم ... كما ذكر استمرار وحدات الجيش بمطاردة المجموعات الإرهابية المسلحة في مجموعة من المناطق مثل دير الزور ، جسر الشغور , أريحا ، سراقب ، جب الأحمر بحماه وغيرها ...
الأمر المضحك أن البنتاغون يدعم ويموّل مباشرة إرهابيي جبهة النصرة فيما أدرجتهم وزارة الخارجية الأمريكية على قائمة المنظمات الإرهابية . هذا وساهمت مؤخراً مبادرات وزير الخارجية الأمريكية جون كيري في زيادة تدفق الأموال والدعم العسكري للإرهابيين تحت ستار « المساعدات الإنسانية».
يرتأي مجلس الأمن إضافة جبهة النصرة إلى قائمته السوداء للمنظمات الإرهابية . والأمر الساخر أن هذه المبادرة تأتي الآن في حين كانت الحكومة السورية قد طلبت من مجلس الأمن في نيسان الماضي إدراج هذه الجبهة تحت قائمته السوداء ، طلب جمّدته بريطانيا وفرنسا .
جبهة النصرة ، الكيان الذي أنشأته الاستخبارات الغربية نراه اليوم يباد على يد القوات المسلحة السورية ، فالولايات المتحدة وحلفاؤها تطالب بإرسال الأسلحة والدعم المالي للفصائل المتمردة « غير الإسلامية » ، الأكثر اعتدالاً ! فقد دعا وزير خارجية فرنسا لوران فابيوس الأمم المتحد ة لتصنيف جبهة النصرة في سورية تحت قائمة المنظمات الإرهابية وذلك « للتمييز بين المجموعات الإسلامية وبين قوى المعارضة « . فقد قال فابيوس لصحيفة اللوموند الفرنسية : « نحن نقترح ـ بهدف تجنب أيّ غموض ـ أن يعتبر مجلس الأمن جبهة النصرة ـ المعادية للنظام السوري والتابعة لتنظيم القاعدة ـ منظمة إرهابية » .
كما أكّد عن رغبة فرنسا بتعزيز دعمها للمعارضة بسورية وللائتلاف الوطني السوري ...
تشير هذه التطورات إلى أن متمردي جبهة النصرة منذورون للموت ، إذ لم يعودوا مدعومين ولا يُدافع عنهم باعتبارهم محاربين من أجل الحرية . وقرّرت واشنطن بالتشاور مع حلفائها الغربيين التضحية بعناصر هذه الجبهة التابعين لتنظيم القاعدة حيث أن الجيش السوري على وشك أن يقضي عليهم .
ففي حين جمدّت بريطانيا وفرنسا المبادرة السورية السابقة والساعية لتصنيف جبهة النصرة على قائمة المنظمات الإرهابية لمجلس الأمن ، نجدها اليوم تبادر لتصنيفها كذلك بعد أن كانت تزودها حتى وقت قريب بالمال والسلاح . الأكثر من ذلك, فقد تسبّب دعم واشنطن المالي لجبهة النصرة الذي ناقشه وزير الخارجية جون كيري بارتباك ديبلوماسي . وفي هذا الصدد, تجدر الإشارة إلى أنه بحال اشتبه بتورط مواطن أمريكي يدعم كياناً تابعاً لتنظيم القاعدة سيعمد لإيقافه إلا إذا كان شخصية معروفة مثل جون كيري وغيره من كبار المسؤولين الحكوميين .
إن هؤلاء الذين يقودون الحرب ضد الإرهاب هم أنفسهم يدعمون الإرهابيين ، لكن من اجل قضية جيدة يدعمون «الإرهابيين الجيدين « بهدف « تحريك الديمقراطيات » .