تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


في زمن النفاق..

نافذة على حدث
الاثنين 27-5-2013
 ريم صالح

كم هو غريب حقاً،أنه في زمن يصدع فيه رعاة الحرية ودعاتها وعرابيها و«ثوارها» رؤوسنا ليلاً نهاراً بترهاتهم عن الكرامة الآدمية وحقوق الإنسان،تمد الأفعى الصهيونية رأسها الملطخ بدماء الأبرياء مجدداً من تحت ركام جرائمها اللا متناهية

لتنفث سمومها ولكن هذه المرة في أجساد مرضى مجمع الشفاء في غزة بعد أن استبدلت غاز التخدير بغاز سام،وبالطبع لم يحرك هؤلاء «الأحرار» ومشغلوهم أي ساكن ولم يصححوا بوصلتهم أو يرسلوا «طلاب الجهاد والشهادة»إلى قبلتهم الحقيقية حيث فلسطين المحتلة ومقدساتها،وكأن المشهد لا يعنيهم،لدرجة يبدو فيها الفلسطيني من كوكب آخر لا صلة له بكوكبنا أو«عالمنا الحر».‏

إسرائيل وكعادتها بحثت في أدراجها المليئة بالمؤامرات والمكائد والخطط الخبيثة عما تحتويه من سيناريوهات سابقة لم تنفذ بعد إلى أن وجدت ضالتها في استبدال غاز النيتروكسيد الخاص بتخدير المرضى بغاز أكسيد الكربون السام فعمدت إلى ذلك لتقتل المزيد من الفلسطينيين ولتقدم بذلك دليلاً إضافياً على كرهها لكل من هو فلسطيني،وأن كل ما يقض مضجعها يتمحور حول كيفية خدمة مشروعها الاحتلالي الإحلالي التهويدي الاستيطاني التوسعي،الرافض للآخر بل والداعي إلى إبادته بأي ثمن كان.‏

ولكن:هل هناك من يستهجن هذا السلوك الإسرائيلي بحق مرضى غزة حقاً؟.‏

الإجابة بسيطة..ففي زمن ربيع التكفير العربي،وفي زمن سياسة العمالة والارتهان التي يديرها الاستسلاميون العرب،وفي زمن يهيمن عليه الأمريكي وشركاؤه في صناعة وتصدير الموت والإرهاب الأسود..في هذا الزمن من المألوف أن تختلط الأوراق وتنقلب الموازين ليصبح القاتل وبحسب العرف المصالحي المتبع»ثائراً حراً مناضلاً»والمقاوم «إرهابياً مجرماً سفاحاً».‏

المثير للسخرية..أن الدنيا تقوم ولا تقعد،وتنهمر التصريحات والتهديدات من السيد أوباما دون توقف فقط عندما يتعلق الأمر بسورية وعلى وجه الخصوص عند الزعم بوجود«أسلحة كيميائية تستخدم ضد السوريين»،وفي المقابل هناك في غزة أدلة عينية وملموسة وموثقة بالصوت والصورة وبالبث الحي على استخدام إسرائيل لليورانيوم المنضب وأيضاً غاز أكسيد الكربون السام،دون أن يستنفر ذلك «نخوته» و«نخوة» القطري والتركي الزائفة أو شهامة مجلس الأمن أو مجلس حقوق الإنسان المزعومة،وكأن ما يهدد حياة الفلسطينيين ووجودهم ومصيرهم بات من المسلمات،أو هو أمر مفروغ منه لا يستحق وقفة تلبي صرخاتهم واستغاثاتهم!.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية