وكانت المباراة نهائي بمعنى الكلمة، فرص كثيرة وعلى كلا المرميين، فلولا مانويل نوير لكاد دورتموند أن يسجل في الدقيقة 14 عبر تسديدة ليفاندوفسكي، ثم تسديدة بلازيسفكسي في الدقيقة 15، وكان الرد البافاري قوياً بعارضة لماندزوكيتش وانفرادة ضائعة لروبن، ثم اخطأ بواتينغ فانفرد ليفاندوفسكي في الدقيقة 35 لكن نوير تألق.. فكان بعدها فاندرفلر بالموعد مع تألق في الدقيقة 43.الشوط الثاني كان شوط الأهداف، ففي الدقيقة 60 كان هدف ماندزوكيتش لبايرن ميونخ بعد عرضية روبن الذكية، لكن تصرف غريب من دانتي أهدى ركلة جزاء لدورتموند في الدقيقة 68 ترجمها غوندوغان بنجاح.بعد ذلك انهار دورتموند بدنياً، وحقق البايرن التفوق المطلق الذي انتهى بهدف رائع ذهبي لأرين روبن الذي فك العقدة البافارية في الدقيقة 89 مهدياً فريقه اللقب الخامس في تاريخه وماضياً نحو ثلاثية ممكنة في حال فاز على شتوتغارت في نهائي الكأس في الأول من حزيران.
يذكر أن بايرن الذي خاض مباراته النهائية العاشرة في المسابقة وتوّج باللقب أعوام 1974و 1975و 1976و 2001 خسر في نهائي 2010 أمام إنتر ميلانو ونهائي 2012 أمام تشيلسي .
فنياً تحقق حلم العملاق البافاري وكما يقول المثل (الثالثة ثابتة) فبعد ثلاثة نهائيات متتالية لم يرد البايرن تفويت فرصة الفوز في ليلة العرس الألماني.وأهم ما ميز البايرن في النهائي هو التواضع على أرض الملعب على الرغم من علو كعبه الواضح هذا الموسم على دورتموند في البوندسليغا والكأس المحلية, فالبايرن لم يرد فرض سيطرته على اللقاء منذ البداية وفضل التحفظ والحفاظ على تنظيم صفوفه الدفاعية علماً منه بأن دورتموند دائماً ما يبدأ بأسلوب الضغط العالي المرهق والاستحواذ على منتصف الملعب.وبالفعل كانت خطة محكمة ونجح البايرن تدريجياً بفرض أسلوبه والاستحواذ على أهم ما في المباراة وهو منتصف الملعب لكنه أيضاً لم يكشف كل أوراقه. وفي الشوط الثاني دخل البايرن بوجه مختلف قائلاً : الآن يا دورتموند.. فبدأت عملية تغيير المراكز بين روبن وريبيري ومولر فتاه دفاع دورتموند.الخطة الذهبية الأخرى كانت توفير كل الطاقات إلى الدقائق الـ 20 الأخيرة مستغلين إرهاق وقلة تركيز خصمهم فجاء الهدف الثاني الذهبي لروبن الذي كان واضحاً من خلال مجريات اللقاء أنه آت لا محالة.
في المقابل فشل دورتموند في تحقيق الحلم الأوروبي وخسر بمنطق أمام بايرن .وقدم دورتموند أداء مميزاً وهدد مرمى البايرن عدة مرات لكن داء المباريات الأخيرة تكرر مرة أخرى ألا وهو التراجع البدني والذهني في الدقائق الأخيرة ،وهذا التراجع يأتي نتيجة طبيعية لأسلوب لعبه المعتمد على الضغط العالي والضرب بالمرتدات انطلاقاً من نصف ملعبه، لكن الفارق هذه المرة أن الخصم هو البايرن القوي والجاهز بدنياً وذهنياً لحصد هذه الكأس ، فلم يستطع دورتموند ولا مدربه العبقري كلوب منع البافاري من اقتناص الكأس ذي الأذنين الكبيرتين التي تناديه منذ زمن ، لكن رغم ذلك يستحق التحية على أدائه طوال البطولة الذي كان بنكهة خاصة هي نكهة الحصان الأسود الذي لا ييأس.