تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


هل  يصمُّونها .. كلما ارتفعت الأصوات !؟ ..

فضائيات
الأحد 17-1-2010
لميس علي

 يتصدقون علينا .. من حين لآخر ، ببرامج شبه حوارية . صفة ( الشبه ) تبدو هنا  حقيقة واقعة .

لطالما ينحسر مفهوم الحوار الحق لصالح أي حديث في أي لقاء ما بين طرفين ( ضيف ومضيف ) .‏

تفرز هذه البرامج _ اللقاءات ، ما يمكن أن نطلق عليه مسمّى  الضيف الذكي ، بدلاً من المحاور الذكي .. وسيبقى الأمر كذلك  مادام هناك معدٌّ لبرنامج ما ، يختلف عن المقدّم ..‏

ثنائية ( المعدّ ، المقدّم ) تفرض نفسها بقوة في شاشاتنا الوطنية .. ثنائية تكبّل المقدّم وتمنعه فيما لو أراد ، من إنشاء أي حوار حقيقي . ذلك أن المقدّم الناجح  هو من يستنبط من خلال الحوار ، الأسئلة القوية  ويلتقطها من ثنايا ما ينطق به الضيف ، كي تُغنى القضية الحوارية المناقشَة  .‏

الحاصل في برامجنا أن هذا المقدّم يبقى أسير أسئلة يقرؤها على ضيفه ، ولا يجوز له _ على ما يبدو _ أن يبتعد عن حدود يرسمها له المعدّ ، ولا إنش أو حتى ميلمتر واحد .‏

هكذا تأخذ معظم اللقاءات الفنية _ الثقافية هيئة سؤال وجواب ( ع الماشي ) وبلا حوار ووجع قلب . . ما تقدّمه إضاءات سريعة لاتكاد تكفي لاستبيان ملامح القضية الأولى التي يتم السؤال عنها ، ثم بسرعة الريح يتم القفز الى السؤال ( القضية ) التالية ..‏

ولهذا تفترض هذه النوعية البرامجية ضيفاً لمّاحاً ليسدّ فراغ المقدّم .. إذ على الضيف أن يعرف تماماً ما يقول ، وبأكثر العبارات تكثيفاً واختصاراً .‏

برنامج ( منا وفينا _ تلفزيون الدنيا ) استضاف مؤخراً الفنان جهاد سعد ، وخلال مدة البرنامج ( ساعة واحد ) تم ّ التطرّق لأهم جوانب المشهد الثقافي السوري _ سينما ، مسرح ، تلفزيون _‏

عبر سؤال الفنان سعد عن تجربته مع هذه المؤسسات الوطنية .‏

بصراحة ..‏

تبدو هنا استضافة فنان _ مسرحي ، مفيدة لكن مكرورة  بذات الوقت .. غالبية ما يطلقونه من آراء لاسيما بمجال المسرح والسينما ، بتنا نحفظها غيباً .‏

يُعلن سعد .. المسرح السوري سيموت إن بقي على هذه الحالة ، لافتاً الى ضرورة تغيير القوانين التي تحكم المسرح لدينا منذ عام 1966 م الى الآن .‏

وفي السينما يقول .. لايوجد سينما في سورية ولايوجد لدينا نجوم شبّاك ، لأنه ببساطة لايوجد صناعة سينما.‏

وتسأله مقدّمه البرنامج ريم معروف  عن تجربته في التلفزيون السوري من خلال برنامج ( خبرني يا طير ) ، فيصرّح لن أُعيد التجربة إذا كانت بنفس الطريقة .. موضحاً .. عندما تتسع الفكرة تصبح بحاجة الى مزيد من الخدمات .‏

( منا وفينا ) مثله مثل غيره من مجموعة برامج تُطرح بالجملة على اعتبار أنها حواريات فنية _ ثقافية ، وإن كانت لاتتعمّق بفكرة _ مشكلة محددة ، إلا أن لها ميزة قطف الآراء من أفواه هؤلاء الضيوف ..       ‏

ومعلومكم  رأي وراء رأي .. ممكن أن يؤثر ، على مبدأ ( نقطة ورا نقطة ) .. آراء هي ليست بالجديدة ، ولكن جيد أن يعيد الفنانون ممن لديهم هاجس ثقافي حقيقي ، طرحها ، كلّما سنحت لهم الفرصة ، لعل التكرار ينفع ..‏

ولربما بالخطأ أو عن طريق الصدفة استمع القائمون على تلك الواجهات الثقافية  ( مسرح _ سينما _ تلفزيون ) على بعض من شجون وهموم الفنانين التي هي في جوهرها ليست سوى مشكلات تعاني منها تلك المؤسسات .. وتحول دون سيرها إلى الأمام ..‏

منذ زمن يُعلي هؤلاء أصواتهم مذكرين .. مطالبين .. حاثين .. لفعل أي شيء ..‏

وعلى ما يبدو كلما ارتفعت أصواتهم ، صمّ البعض آذانهم .. وكما لو أنهم يعتبرونها نغمة ( نقّ ) لا أكثر ولا أقل .. و لنا و لهؤلاء الفنانين المهتمين كل الترف لو أعطى ذلك ( النقّ ) مفعوله .‏

تعليقات الزوار

شادي |  shadi @yahoo.com | 27/03/2010 20:02

والله اللقاء كان حلو وجهاد سعد كان نجم بهالحلقة متل ماهو دائما والمقدمة شاطرة وظريفة

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية