وعدم المس بالرموز ! والمعروف أن عالمنا العربي يفتقر لهذا النوع من الكوميديا بعد الطفرة التي شهدناها مع محمد الماغوط ودريد لحام ، كضيعة تشرين، كاسك يا وطن ، هذا في سورية . أما في الدول العربية الأخرى فالمعروف أن لبنان هو من أكثر الدول العربية إنتاجا لبرامج الكوميديا السياسية ومن يتابع القنوات التلفزيونية اللبنانية يرى أنها لا تكاد تخلو من برنامج كوميدي لا بل ثمة تنافس بين القنوات على بث هذا النوع من البرامج، التي تجعل من السياسة ورجالها مادة دسمة لتأليف «اسكتشات» تقلد الشخصيات السياسية وأغان تسخر من تصرفاتهم وتصريحاتهم !
ومهما تكن سلبيات هذا النوع من البرامج إلا أنها استطاعت إلى حد ما أن تضحك جمهورها وتجعل من السياسيين مادة دسمة لإطلاق النكات !
وهنا يحضرني ما قالته صحيفة (نيويورك تايمز) في تحقيق لها عقب رحيل الرئيس الأمريكي السابق بوش عن البيت الأبيض من أن الخبراء و النقاد يتوقعون أن يعاني صناع و مقدمو الكوميديا في أمريكا من أزمة (تنكيت) بعد رحيله عن البيت الأبيض .. و حلول (باراك أوباما) الذي لا يمثل مادة جيدة لهم ! فردود أفعال بوش الخرقاء جعلت منه مادة دسمة لـ (قفشات) و سخرية برامج التلفزيون الكوميدية ! في حين أن ذكاء أوباما والكاريزما التي يتحلى بها أبعدته عن أن يكون الشخص المناسب للحلول محل بوش!
وتعتبر البرامج السياسية في الولايات من أهم البرامج كونها تستخدم كمؤثر فعال على مجرى الانتخابات الرئاسية كما حدث مع سارة بيلين مرشحة الرئاسة الأمريكية في برنامج (ساترداي نايت) الكوميدي حيث استطاعت الممثلة الكوميدية (تينا فاي) أن تظهر بيلين بمظهر الحمقاء ما أدى إلى انخفاض شعبيتها وخروجها من السباق الرئاسي ! ..