الذي يأتي اسرائيل في الأسبوع القادم، في مقابلة مع شبكة التلفاز العامة في الولايات المتحدة، ان الولايات المتحدة تملك إمكان المس بالضمانات التي تمنحها اسرائيل. عندما فسر قوله على انه تلميح للضغط على اسرائيل، تدفقت «التوضيحات» من واشنطن. لم يهدد ميتشل، بل أجاب فقط سؤالا افتراضيا لمجري المقابلة عن أي خيارات من الضغط الكثير تملكها الادارة. جاءت عن البيت الأبيض نفسه رسالة أننا «لم نرد التهديد بل تعجيل التفاوض فقط».
ليس مهما ما الذي قالوه بالضبط وما الذي قصدوه بالضبط فالواقع هو ان الرئيس اوباما خائب الأمل وان البيت الأبيض تهب منه رياح تهدد اسرائيل. يوجد فرق كبير بين خطب اوباما السلمية وجائزة نوبل للسلام التي منحها، وبين عدم قدرته على عرض انجاز يمكن مسه باليد. وفي حين يخطب ويتحدث عن السلام والمصالحة، يرسل هو نفسه ثلاثين ألفا جندي الى أفغانستان، في حين ما يزال يصل في مقابلة ذلك في قطار جوي توابيت الضحايا. السؤال هو هل علموا لماذا بذلوا حياتهم.
ان التصريحات عن «تعب» الادارة من اسرائيل، التي تسربت في الأسابيع الاخيرة، هي بلا شك تعبير عن خيبة أمل لان المكان الذي علقوا فيه أعلى التوقعات لم يخرج منه أي شيء. ان عقوبة الضمانات تذكر بتهديد قائد الجيش البريطاني في أرض اسرائيل، الجنرال باركر، الذي قال انه «يجب ضرب اليهود في جيوبهم». لم يمنع هذا التوجه الاستيطان المنظم من طرد البريطانيين وإقامة دولة مستقلة. ليكن ما كان، فان شيئا واحدا واضحاً وهو انه لن يوجد مس في أية حال بالمساعدة الأمنية والتأييد الذي تمنحه لنا أمريكا في مجلس الأمن.
يجب ان نتذكر ازاء التهديد الايراني مبلغ أهمية تعاون اوباما مع الدول الإسلامية المعتدلة في المنطقة، وكم يهمه ان تحرز تسوية للنزاع الاسرائيلي – الفلسطيني، بشرط ألا تنشب حرب أخرى في المنطقة. ان شعورنا بالمرارة وكأن اوباما مناصر للعرب ليس عدلا. قد لا يكون يجلنا مثل بعض أسلافه، لكن سياسته لا تنحرف قيد شعرة عن سياسة الرؤساء السابقين. فمنذ إنشاء اسرائيل الى اليوم لم تعترف الولايات المتحدة بالقدس عاصمة لإسرائيل. كانت الإدارات دائمة على تمسكها بالعودة الى حدود 67 مع تعديلات حدودية أمنية طفيفة. وقد عارضت ايضا على الدوام إقامة المستوطنات وحذرتنا اكثر من مرة انها لن تمول أي إخلاء لمستوطنة.
يأتي ميتشل المنطقة لإخراج المفاوضات السلمية من الثلاجة. لقد التزم بيبي المسيرة السلمية التي ستكون قائمة على دولتين للشعبين، لكنه لم يفعل حتى الان شيئا سوى إعلان «تجميد الاستيطان عشرة أشهر لا يوما آخر بعد». ليس واضحا ما يعنيه هذا بالضبط. فهو ليس إخلاء ولا برهانا على أن الحكومة تريد وتستطيع إجلاء عشرات الآلاف من المستوطنين. على نحو يشبه الفيلم المعروف «إنقاذ ضابط الصف راين»، تعمل الادارة ومصر والأردن بالتنسيق من اجل إنقاذ «الرئيس أبو مازن». دخل مبارك الصورة دخولا كبيرا بإقامة سور فصل أمني بين غزة ومصر، وهو يضر بذلك أضرارا شديدا بمكانة حماس وقوتها. لا تستطيع اسرائيل في هذا الوقت الاكتفاء بـ «تجميد البناء عشرة اشهر». فهذا يبدو مثل فكاهة.
ان زيارة ميتشل مهمة جدا لتحريك المفاوضة الاسرائيلية – الفلسطينية، وقد يأتي ايضا مع خطة يكون صعبا على اسرائيل رفضها بغير مس بالمصلحة الأمريكية. يقول مصدر عالم ان الحكومة تستعد لجهود تجديد المفاوضات وأنها تدرك انها ملتزمة إياها. فهي التي صاغت عملة دولتين للشعبين. في الوضع السياسي الداخلي الحالي، يستطيع نتنياهو ان يحصل على جبهة داخلية برلمانية هي الأوسع في تاريخ الدولة تقارب ثمانين نائبا برلمانيا يؤيدون بدء تفاوض حثيث لاحتراز تسوية ولرسم الحدود الدائمة بمساعدة الولايات المتحدة ومشاركتها الفعالة.
حسبنا حيلا وألاعيب فقد حانت ساعة الزعيم.
بقلم: يوئيل ماركوس