الإجابة على هذا السؤال المهم كان فحوى المحاضرة التي ألقتها الباحثة كوثر زبيبي في مركز ثقافي كفر سوسة التي ركزت على حوار الآباء مع الأبناء.
لسنا بدائل عن أبنائنا..
أكدت الزبيبي في بداية محاضرتها على أهمية الحوار مع الأبناء كونه السبيل الوحيد لبناء جيل واع مؤدب ومثقف ومحب انطلاقا من قاعدة أساسية بأننا لسنا بدائل عن أبنائنا، مضيفة أن أسلوب الأمر والنهي الذي يتبعه الأهل مع الأبناء لن يجدي نفعاً ولن يستطيع الأهل أن يقيموا جسور الحوار مع أبنائهم إلا إذا تغيروا هم.
ودعت الباحثة زبيبي الأهل الى المرونة أحياناً انطلاقاً من أن مايحملونه من إرث ثقافي واجتماعي وبيئي ليس على صواب دائما وهو قابل للتغير والتعديل طالما انه لايتعارض مع ثوابتنا ومبادئنا الدينية مضيفة أنه يجب أن يؤمن الأهل أن التجارب الحياتية لها أثرها الفعال في تشكيل سلوك الإنسان كونها تكون أول الأشياء التي ينصت لها الإنسان ويسمعها منوهة أن التربية الحوارية مع الأبناء ليست مسألة سهلة لأنها كالبناء الجميل الضخم الذي نبني فيه كل يوم لبنة جديدة . ودعت زبيبي الأهل الى بناء الثقة بينهم وبين أبنائهم من خلال إزالة مظاهر الخوف والكف عن محاولات التحكم والسيطرة والوصاية والرغبة الجامحة في تحقيق مايرونه مناسبا من وجهة نظرهم ، داعية الى استبدال ذلك بالاحترام واللعب والمرح مع الأبناء ومصادقة الأهل لهم .
غياب الحوار يقطع الروابط الأسرية..
وعن الأضرار التي تحدث نتيجة غياب حوار الأهل مع الأبناء أوضحت زبيبي أن غياب الحوار بين الطرفين يؤدي فقدان الروابط الأسرية والعلاقات الدافئة بين أبناء الأسرة الواحدة والى إضعاف الصداقة بين الأهل والأبناء والى اختفاء مظاهر الصدق والصراحة، وهو مايؤدي الى البحث عن أشخاص آخرين وبالتالي الوقوع في مصيدة أصدقاء ورفاق السوء وماينتج عن ذلك من ويلات ومشكلات.
وعن كيفية الوصول الى الأهداف التي يريد الأهل تحقيقها مع أبنائهم أوضحت زبيبي أنه يتوجب على الأهل أن يختاروا الأوقات الملائمة والأمكنة المناسبة للتحدث مع أولادهم وأن يسلكوا الطرق الصحيحة خلال حوارهم مع الأبناء كما أنه يتوجب على الأهل أن يكونوا مستمعين جيدين وان يركزوا على الموضوع الأساسي دون الخوض في التفاصيل الصغيرة التي ينفر منها الأبناء أحياناً.
وختمت زبيبي محاضرتها بدعوة الأهل الى التعامل مع أبنائهم باحترام متبادل والتخاطب معهم بعبارات لائقة مستشهدة بقول الله تعالى لرسوله الكريم محمد صلى الله عليه وسلم (لو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك)