تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


اللجاة..الحفاظ على ماتبقى..!!

تقارير
الأحد 17-1-2010
موسى الشماس

تم إعلان محمية اللجاة محمية بيئية حراجية بقرار وزاري رقم 144/ت تاريخ 31/5/2006 وذلك لإعادة تأهيل النظام البيئي المتدهور والحفاظ على الانواع الموجودة فيها من أشجار حراجية ونباتات عشبية وحيوانات برية .

تضاريس اللجاة‏

تعتبر اللجاة منطقة صخرية وعرة تقع جنوب سورية ناتجة عن مقذوفات جبل العرب وخاصةً من بركان تل شيحان القائم في طرفها الشرقي بارتفاع1140م .‏

تبلغ مساحتها في محافظة السويداء مايقارب 2000 هـ (فقط أراضي الحراج من دون القرى)، متوسط ارتفاعها عن سطح البحر800م.‏

فيها تضاريس وعرة ومتنوعة ويمكن ملاحظة الشقوق و الجروف الحادة و الاحواض المنخفضة يحيط بها شيء من الوعر يفصلها عن الارض العادية يسمى اللحف , حيث يسود فيها الصخر بشكل كلي يتخلله بعض الجيوب الترابية المحدودة.‏

التسمية‏

سميت تراكون وأطلق عليها الرومان اسم تراخنيتس بمعنى وعرة ، فقد سموها لجاة لكونها تمثل ملجأ للثوار الذين يمكنهم الاختباء في تفاصيلها الكثيرة من شقوق كبيرة ومغاور وكهوف ممتدة إلى مسافات شاسعة.‏

لم يعرف حتى اليوم زمن الاستيطان البشري الأول فيها ، و ذلك لوعورتها وقلة الدراسات المتعلقة بها.‏

وقد اكتفى الرحالة و المستكشفون بزيارة المناطق السهلة التي استطاعوا وصولها فقد حال كل ذلك دون التمتع بمناظر اللجاة الخلابة من تشكيلات صخرية صعبة و جروف و مغاور انتشرت في أجزاء منها يعتقد أنها سكنت في العصور الحجرية.‏

هذا و قد اكتشفت بعثة سورية فرنسية خاصة بالمسح الأثري ركزت أعمالها في صيف 2003 في منطقة اللجاة موقع من العصر الحجري النحاسي (الكالكوليت) حوالي الألف الخامس قبل الميلاد وفق معطيات ميدانية ولدينا أدلة و معطيات هامة و كثيرة من العصور التي سبقت الميلاد نجدها تتجسد في معابد دينية و بيوت سكنية و بعض الظواهر الأخرى و قد حملت اللوحات أسماء عربية مما يؤكد الاستيطان العربي لها.‏

دخلت اللجاة في حكم أغسطس قيصر سنة 20 ق م الذي ولى عليها احد قادته الذي لم يستطع السيطرة عليها ، و لم يتحقق الأمن إلا بعد أن قام تراجان بإنشاء فيلق في بصرى في القرنين الثاني و الثالث ازدهرت مواقع ومدن اللجاة بشكل ملحوظ .‏

هذا ولا تزال الأسرار كامنة بين طيات اللجاة الصخرية والتي تحتاج إلى حملات استكشافية متوالية و مستفيضة لكل صخرة من صخورها الصلدة.‏

التنوع الحيوي‏

تتواجد كميات هائلة من المياه الجوفية تحت صخر اللجاة التي يمكن أن نعدها محمية طبيعية فيها الكثير من التنوع البيئي، وقد كانت المنطقة غابات خضراء كثيفة إلا أن ظروفا متعددة أزالت الغطاء الأخضر زمن الاحتلال العثماني فلم يبق سوى الأشجار والنباتات التي تأقلمت مع طبيعتها الصعبة التي تبدو أوراقها خضراء كونها تأخذ كميات كافية من الماء عبر تغلغل جذورها بين الصخور كالبطم و اللوز البري والسويد و الزيتون الروماني و التين و هناك الوزال المتعايش مع السويد، إضافة إلى النباتات العشبية العديدة الرعوية منها والطبية المتعددة التي قامت دائرة التنوع في مصلحة الحراج بدراستهاوأهمها:‏

(نفل نجمي – نفل بنفسجي- العكوب – كيس الراعي – سلبين مريمي- قرص عنة- ذنب الفر «المشا» - الخشخاش السوري- شوك الفار- عتور – لسان الحمل الأبيض – الإصبعية المتكتلة – فيتكس «الغار»- المرار- الشيح – خطمية بيضاء وردية- غبيرة- القبار- عيون القطة – الوزال – لبلاب الحقول – مداد البنفسجي – السعد المشوك – لسان الثور – صحون –قيصوم- شقائق النعمان- الهندباء البرية- سوسن البادية- قثاء الحمار - العاقول – عصا الراعي الصفراء – الشبرق- الشلوى – القتادالشوكي- السنيسلة- الشنان- الشعير العصيري- السـنا نيرة- الحرمل – الشـعير البري).‏

إضافة إلى الحياة البرية الغنية بأنواع من الطيور.‏

الطيور المستوطنة‏

حسب التسمية المحلية هي:‏

الدوري – الحسون – الحجل – الفري – أبوعباءة- الجعيطي – الباشق – البوم-ابوالفار - البلاقي – أبوا لحن.‏

الطيور المهاجرة‏

السمّن – المطواق – الوروار – الزرعي البط – اللقلق – السنونو – الترغل.‏

الحيوانات‏

من الثديات: الضبع – ابن آوى – الغريري- السنجاب (الرمادي) – النمس (ابن عرس)- الارنب- القنفذ – النيص – الكلب – الفأر- القط البري- الذئب.‏

الزواحف : الأفعى- الضب- العضاءة- السحالي- السلاحف، إضافة إلى الأعداد الكبيرة من الحشرات والعقارب.‏

بشرياً‏

يقطن اللجاة تجمعات بشرية متباينة الكثافة في قرىً تزداد أراضيها وعورة كلما اتجهنا إلى العمق , بحيث يقل الاعتماد بشكل أساسي على الزراعة، الأمر الذي يبرر لنا الوضع المعيشي المتدني لأهالي المنطقة الذين يسعون جاهدين لتحسين مستوى معيشتهم من خلال تنويع مصادر دخلهم بالاعتماد على تربية المواشي التي ترعى في المنطقة و خاصة الأغنام إضافة إلى الاستفادة من بعض النباتات البرية المنتشرة في أرجاء المنطقة في استخدامات متعددة في التغذية و التداوي كاستخدام زيت البطم .‏

ومما يلفت الانتباه تزايد الهجرة إلى المدينة و الدول المجاورة بشكل كبير جداً . لكن و بالرغم من قساوة تلك الأرض يمكن أن تكون سبيلاً لنهضة سكانها من خلال استثمار التشكيلات الطبيعية الخلابة من جروف صخرية و ممرات صعبة في مجال السياحة البيئية أو سياحة المغامرة لمن يهوى البحث عن المجهول أو اكتشاف غياهب اللجاة في حل تم إحداث محمية رسمية أو استثمارات سياحية من قبل أهل المنطقة إضافة إلى فرصة التمتع بأشكال الحياة الموجودة كالأشجار التي تعاند الصخر لتعيش والحيوانات التي تحدت قساوة المنطقة لتحافظ على بقائها .‏

هذه هي اللجاة أرض مجهولة و لغزٌ غامض يحتاج الكثير من الاهتمام لحل اللغـــــــز و اكتشاف المجهــــــــــــــــول والاســــــتفادة منها في سبــــيل تطوير بلدنـــــــــــا والحفـــاظ علــــــــــــى مواردنــــــا الطبيعية.‏

خصوصيتها وأهميتها‏

- تغطيها صبات بازلتية و اندفاعات بركانية.‏

- ذات طبيعة مضرسة/ارتفاعات وانخفاضات/ تحوي جروفاً صخرية وصدوعاً وانكسارات من مخلفات البركان‏

- تقع في البيئة المتوسطية شبه الجافة.‏

- ذات تربة بركانية غنية بالمواد المعدنية تصلح للمراعي ، لونها يعكس لون الصخر الأم التي تشكلت منه ( تغييرات الحرارة و الرطوبة) و بالتالي تربة اللجاة تربة أصلية.‏

- تنتشر الأراضي البركانية المشابهة لها في وسط سورية /حماه – حمص/ وجنوب سورية, بعض المناطق المنتشرة في جنوب غرب الجزيرة العربية على شكل حرات بركانية شمال المدينة المنورة في منطقة وادي الحمض و حرة العويرض و بعض المناطق المنتشرة في المغرب العربي وليبيا /الحمادة الحمراء /0‏

- و بذلك تكون اللجاة فريدة من نوعها على مستوى المنطقة العربية علماً أنها غنية بالمياه الجوفية المعدنية.‏

- تقعرها من الشمال الغربي من جبل العرب جعلها غنية بالمياه الجوفية فهي تتوسط هضبة حوران البركانية بيت جبل العرب شرقاً و هضبة الجولان غرباً.‏

- كانت غنية بالغابات و البطم و السويد واللوز البري لكن التحطيب و الرعي الجائر أدى إلى تراجعه.‏

- تشكلت في الزمن الجيولوجي الثالث- نحن في عصر الجفاف من الزمن الجيولوجي الرابع - والزمن الجيولوجي مؤلف من عصور و العصر من ملايين السنين.‏

- تكمن أهمية اللجاة أن المخلفات التي بقيت فيها لا تزال على حالها منذ تلك العصور أو تعرضت إلى تخريب بسيط قياساً بمناطق أخرى نظراً لخصوصية المنطقة التي تختلف عن السهل والجبل ، فهناك أبواب حجرية لا تزال قائمة في قرى كثيرة مثل عريقة.‏

تعليقات الزوار

أمل الحسيني |  alhusini@scs-net.org | 29/01/2010 13:38

لو أمكن إضافة صور لكان الموضوع أغنى

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية