أصدر مجموعته القصصية «قاعة الصمت» التي تدور جميع قصصها حول نيوكاسل الغارقة في الماء باطلالتها على نهر تاين.
في روايته الأولى «الآخرة» - للناشر بيكادور لندن 2009 - يوظف الكثير من الأساليب الفنية القوطية التي اعتمدها في قصصه وذلك على الرغم من أن الموقع والمناخ هنا مختلفان، حيث نجد أنفسنا أمام صيف عام 1976 الحارق, والريف الانكليزي الذي تستعاد ذكرياته بعد ثلاثين عاماً من حدوث وقائعها الأصلية.نحن حيال أربعة من الشباب خريجي كامبردج يهبطون على بلدة ديفوت الناعسة، القابعة في المستنقعات الولشية.
على الرغم من الإعجاب الكبير الذي حظيت به هذه الرواية لدى الكثير من النقاد الذين يصعب إرضاؤهم والقراء أيضاً، إلا أنها تنطوي على عيوب لا يستهان بها في هذا العمل.
فإلى جانب النهاية الميلودرامية, هناك الإحساس الذي لابد أن يساور القراء بأن الشخصيات لم يقدر لتكوينها أن يكتمل بما يحقق أقصى طاقاتها، بينما تبدو الشخصيات النسائية إما متسمة بالغموض أو مستسلمة لقدرها على نحو لا يمكن إلا أن يثير دهشتنا إلى أبعد الحدود.
والكثير من الجوانب في الرواية لا توحي لنا بالاكتمال، فليست هناك بلورة حقيقية للشعور بالخسارة والفقدان حيال موت جين على سبيل المثال، ويبدو لنا أن المؤلف قد فرضه على الرواية لا لشيء إلا لتسهيل انسياب الحبكة.
أخيراً يتعين أن نشير إلى جانب مهم في قائمة العيوب هذه، فخلافاً لما نجده في مجموعة «قاعة الصمت» من انغماس في الكلمات من جانب مؤلف هو شاعر في المقام الأول، نجد أن هذا البعد محدود على نحو مخيب للأمل في رواية «الآخرة». ومن المؤسف أن موهبة شين أوبرين المتألقة فيما يتعلق باللغة لم تلون بصورة مماثلة روايته الأولى.
مع ذلك، تظل هذه الرواية عملاً مهماً وجديراً بالقراءة, تطل من الشمال البريطاني، الذي يعتقد الكثيرون أنه لم يعد لديه ما يقدمه للعالم على الصعيد الروائي. ولعله، إذا قدر لهذا العمل أن يترجم إلى اللغة العربية يوماً، أن يكون مصحوباً بمقدمة اضافية عن إبداع أوبرين الشعري بعامه وترجمته الشعرية الشامخة لدانتي اليجيري بخاصة, وأيضاً إسهاماته النثرية وعلى رأسها هذه الرواية، فضلاً عن مساهماته النقدية المعمقة.