الحكيم كما جاء في معجم مقاييس اللغة (حكم) الحاء والكاف والميم أصل واحد، وهو المنع، وأول ذلك الحكم هو المنع من الظلم، وسميت حكمة الدابة لأنها تمنعها.. أما الأستاذ عبد الحق فاضل فيرى في مجلة (اللسان العربي مجلد 19729 وفي باب دخيل أم أثيل) أن الأصل: حكيمو.. الحكيم والحكمة والتحكم والمحاكمة.. كلها من الحكمة (زنة سمكة) وهي ما أحاط بحنكي الفرس من لجامه وأثلها (أصلها) الحنك الذي منه قالوا احتنكت الفرس: جعلت في فمه (أي حنكه) الرسن.
ومن الحناك والتحنيك صيغت (الحنكة) زنة الزبدة أي الخبرة والتجربة وكثيراً ما استعملوا المادتين مترادفتين في مثل قولهم حنك الشيء: من جعلته التجارب خبيراً حكيماً، وإنما نشأ معنى الحنكة والحكمة من رباط الحنك لأن الدابة المحنكة المربوطة من حنكها أقوم سيراً وأطوع لسيطرة الراكب وبالعودة إلى مقاييس اللغة نجد: حكمت السفيه وأحكمته إذا أخذت على يديه قال جرير!
أبني حنيفة أحكموا سفهاءكم إني أخاف عليكم أن أغضبا
والحكمة هذا قياسها لأنها تمنع من الجهل، وتقول حكمت فلاناً تحكيماً منعته عما يريد، والمحكّم: المجرّب المنسوب إلى الحكمة قال طرفة:
ليت المحكّم والموعوظ صوتكما- تحت التراب إذا ما الباطل انكشفا..
وفي أساس البلاغة نقع على المعاني السابقة نفسها.