تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


قطاع النســـــــــــــيج .. نموذج للعلاقـــــات الســـــورية- التركيــــة

دمشق
اقتصاديات
الأحد 17-1-2010م
قاسم البريدي

يعكس أول معرض تركي في سورية حرارة العلاقات الأخوية المتصاعدة بين البلدين الجارين ويؤسس لمعارض متبادلة ضمن فضاء اقتصادي كبير محوره دمشق أنقرة يربط بين أوربا والدول العربية والإسلامية.

وليس غريبا أن يكون هذا المعرض والذي عقد مؤخرا متخصصا بالمنسوجات والأقمشة التركية وبمشاركة نحو 60 شركة من كبريات الشركات المعروفة عالميا ونجم عنه عقود عمل وتعاون بأشكال مختلفة حيث يؤمل أن يثمر مستقبلا عن زيادة حجم الاستثمارات السورية ـ التركية المشتركة في مجال صناعة المنسوجات عبر الاستفادة من التقنيات والتنوع والجودة في صناعة النسيج التركية من جهة وعراقة صناعة الملابس في سورية من جهة ثانية والتي بدأت تتطور بشكل لافت وتسعى لتوسيع وفتح أسواق تصديرية جديدة لها خصوصا إلى دول أوربا .‏

ويرى باسل حموي نائب رئيس غرفة صناعة دمشق وريفها أهمية تحقيق التكامل في بعض أصناف النسيج ما بين البلدين لتحقيق قيمة مضافة عن طريق إيجاد حلقات تصنيعية مشيرا في الوقت ذاته إلى ضرورة التعاون بين منتجي النسيج والملبوسات في البلدين لزيادة جودة المنتجات وزيادة تنافسيتها .‏

وأكد المستشار التجاري في السفارة التركية بدمشق أن المعرض أتاح الفرصة لعرض منتجات نسيجية راقية مصنعة في تركيا ومعدة للتصدير مشيرا إلى أهمية الاستفادة من التجربة السورية العريقة في مجال صناعة الملابس والنسيج آملا أن تتعاون شركات البلدين العاملة بقطاع النسيج والملبوسات بهدف تطويره وتحقيق انتشار عالمي أوسع لمنتجاته.‏

بدلا عن الأوروبية‏

وعبر المشاركون في المعرض للثورة عن سعادتهم البالغة بالإقبال الشديد على منتجاتهم النسيجية المعدة للتصدير وما شاهدوه كان مفاجأة لهم من زملائهم الصناعيين السوريين من حيث الرغبة المتبادلة بالتعاون وعقد صفقات تجارية متبادلة .‏

وقال مدير شركة لتصنيع أقمشة القمصان: نحن كأخوة نشعر بتفاؤل لدخول السوق السورية مشيرا الى أن الكثير من السوريين يزورون تركيا ولديهم علاقات طيبة مع المصنعين فيها ويثقون بالموديلات الحديثة والنوعيات المميزة ولهذا ستكون مشاركتنا في المعارض القادمة أحسن والنتائج ستكون أفضل .‏

وأكد ممثل شركة كازار أوغلو للمنسوجات عن ارتياحه للمعرض ورغبته بالمشاركة بالمعرض الثاني الذي سيقام في الشتاء القادم وقال لدينا علاقات منذ عشر سنوات مع زبائن سوريين ولدينا طلبيات جيدة خلال المعرض الذي عرفنا على وضع السوق عن قرب أكثر ،وبضائعنا تنافس الأقمشة الآسيوية بالسرعة والجودة والتصاميم الجديدة.‏

أقمشة خاصة بالتصدير‏

وبدورهم الصناعيون السوريون وجدوا أن هناك تكاملا بين البلدين فبعض الأقمشة التركية المتميزة أوربيا مطلوبة في السوق السورية خصوصا للمنتجات المعدة للتصدير وبالمقابل هناك غزول وألبسة ومنسوجات قطنية مطلوبه في السوق التركية .‏

وأكد نزار عربي الحلبي من شركة لألبسة الأطفال أن الخامات التركية معروفة بتميزها تليها الخامات السورية الحلبية والأتراك معروفين بالأقمشة النسائية والرجالية بينما الألبسة الولادية متطورة في سورية ويستفاد من الأقمشة النسائية التركية في اختيار ما يناسب الألبسة البناتية غير أن الأسعار مرتفعة بالنسبة للأسواق السورية ونتمنى إعادة دراستها لتناسب أكثر.‏

أما عدنان حاميني مصنع ألبسة أطفال أيضا فلم يفاجئ بالأسعار لأن القماش التركي مشهور لكن موضوع أجور الشحن والجمرك يساعد على تقليل التكلفة لوصولها إلى مصانعنا ، فيما اعتبر عبد الستار محيسن تاجر أقمشة أن النسيج التركي متميز بالجودة العالية التي تناسب الشرائح المتوسطة والمقتدرة .. وتساءل قائلا : ما الذي يمنع من استيراد بعض النوعيات المتميزة لأن تصنيعها في سورية قد يكون بكلفة أكبر بكثير ...‏

تكامل لا تنافس ..‏

تمام الطباع مدير الشركة المنظمة أكد أن نجاح المعرض يؤسس لعمل مستقبلي دائم بحكم تطور علاقات التعاون والأخوة السورية التركية فالشركات الستين المشاركة تمثل مختلف تخصصات النسيج والأقمشة والإكسسوارات وبعضها لديها علاقات قديمة مع الصناعيين السوريين وتريد تطويرها إلى أقصى مدى ممكن وبعضها تأتي لأول مرة لتأسيس مثل هذه العلاقات بعدما كانت تهتم وتتوجه لدول أوربا ودول خارجية عديدة .‏

ويعتقد أن هذه العلاقات هي بالدرجة الأولى علاقات تكاملية لا تنافسية ولكن التنافس أمر طبيعي لتطوير الصناعة المحلية .‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية