تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


ملامح توزيع الأوراق في أميركا اللاتينية

دراسات
الثلاثاء 3/1/2006م
دلال ابراهيم

إنها شكل لثورة سليمة, تلك التي شهدتها بوليفيا, مع انتخاب ايفو موراليس,

الذي يعود بأصوله الى السكان الأصليين للبلاد- الهنود الحمر- كرئيس للجمهورية, ويعتبر انتصار موراليس مرشح الحركة نحو الاشتراكية في الانتخابات التي جرت في /18/كانون الأول المنصرم. انتصاراً نقلياً لا غبار عليه, وقد بلغت نسبة الأصوات التي حصل عليها في هذه الانتخابات 50% , ولن تحتاج الى قرار من البرلمان, نظراً لأن اليسار الذي ينتمي إليه الرئيس الجديد حصل على أغلبية المقاعد في البرلمان. وتلك هي المرة الأولى التي يتبوأ فيها الحكم في العاصمة البوليفية شخص ينتمي الى الطبقات المقهورة في البلاد منصب القاضي الأعلى باسم الأغلبية الهندية, تلك الطبقة التي يعتبرونها الفئات غير المرغوبة أو المستضعفة, وهم عبارة عن عمال مناجم أو مزارعي كوكا. وقد استطاعت تلك الأغلبية السكانية الاستمرار في بقائها بفضل الاعتماد على اقتصاد الإعانات والمساعدات.بينما كان يترأس البلاد دوماً حفنة صغيرة من البيض, يديرون شطر وجوههم دوماً نحو أوروبا وأميركا.‏

والسؤال المطروح,ماهي إمكانيات الرئيس المنتخب في إعادة الاستقرار, ولو بحدوده الدنيا الى بلاده الأندين, المعروفة بأنها الأكثر فقراً بين جمهوريات أميركا اللاتينية, تلك البلاد التي تعاقبت عليها خمس حكومات خلال ثماني سنوات فقط, ورئيسان خلال عامين, تم اقصاؤهما عن رئاسة البلاد من خلال تمرد شعبي?‏

وطبعاً بإمكان الرئيس المنتخب موراليس النجاح في مهمته تلك, فيما إذا اعتمد, في البداية, على الأقل, على النقابات والتي كان سابقاً رئيساً لها.وفي برنامجه, يلغي أي توجه نحو دعم الحركة التحررية الاقتصادية, التي انهكت واستنفذت طاقات وقوى أميركا الجنوبية منذ خمسة عشرعاماً. ويتضمن برنامجه:‏

أولاً: إعادة تأميم قطاع الطاقة, ولا سيما الغاز, علماً أن بوليفيا منتج ضخم لمادة الغاز, وقد قامت بتخصيص هذا القطاع في العام .1996وكون بوليفيا تعتبر من البلدان المنتجة لمادة الكوكا, فإنها تسعى الى تحرير إنتاج هذه العشبة, ,والتي تعد مصدر ثروة للفلاحين البوليفيين والمصدر الأساسي لتزويد صناعة الكوكائين في أميركا الشمالية. وليس غريباً أن يعتبر الرئىس البوليفي نفسه(كابوساً للولايات المتحدة).والى جانب اصراره على مكافحة تجارة المخدرات, فهو يستنكر الأساليب التي ينتهجها الرئيس الأميركي جورج بوش متهماً إياه برغبته في استخدام الكفاح ضد تجارة المخدرات من أجل عسكرة المنطقة.‏

وطبعاً لزعيم البيت الأبيض مبررات ودواع مشروعة في نظره لقلقه. فالسيد موراليس يبحث عن نماذجه لدى الرئيس الكوبي فيدل كاسترو, والذي لاينقطع عن الاستخفاف والتقريع بالامبريالية, وكذلك لدى الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز, الذي انضم الى سوق ميركوسور, السوق الأميركية اللاتينية المشتركة بهدف ادخال جرعة أكبر من الاشتراكية. أي بمعنى آخر تعزيز محور أعداء الولايات المتحدة في القارة الأميركية اللاتينية. في وقت بدأ الاشتراكيون يكتسحون القارة الجنوبية, فها هو الاشتراكي تاباري فازكيور يفوز في الانتخابات في الأورغواي, ونظيرته من الحزب الاشتراكي- الديمقراطي ميشيل باشولي تفوز في التشيلي خلفاً للاجتماعي الديمقراطي. أما في المكسيك, فمن المرجح جداً عودة اليسار خلال الانتخابات الرئاسية لعام ,2006 بينما أبدت البرازيل طريقها عبر انتخاب لولادي سيلفا. وفي هذا السياق, وعقب انهيار الديكتاتوريات العسكرية, وموجة ديمقراطية أعوام التسعينيات, بدأ أسلوب جديد من (فت الأوراق) في أميركا اللاتينية.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية