|
|
ذكريات في الفن ...كفاح ومعاناة فنون فرافقت مسيرة حياتي فيما بعد, واتكأت علي في أمور كثيرة, فلبيتها شهامة ونبلاً, حتى نالت إجازة من الجامعة السورية في اللغة العربية (كلية الآداب) ومشت قدماً في عالمي الصحافة والفن, فتركت بصمة فيهما, وإن كانت صغيرة إلا أنها بصمة تدل على كفاح شديد بذلته في مناخ شديد التعقيد في مدينة كدمشق. لا تفتح ذراعيها بسهولة للقادمين إليها من الأطراف العربية والسورية. أبدت رغبتها في الدخول الى عالمي الصحافة والفن, ولم تشأ أن تدخل بمعاهد أو كليات لتتعلمهما, بل آثرت الاستمرار في دراسة الأدب حتى نالت إجازة في اللغة العربية. في حين كانت تتحرك في عالمي الفن والصحافة بتؤدة, ولكن بتصميم. وقد بدأت في العمل على تحقيق أحلامها بأن دربتها على كتابة لقاءات مع الأدباء والفنانين, ومهدت لها الظهور في بعض المسلسلات عن طريق صديقي المخرج الشهير (علاء الدين كوكش) حتى استقام لها هذان الحقلان. وإذا كانت الفنانة المعنية قد استقرت حياتها, رأت بعد جهاد فني وأدبي, فإن من الجدير بالذكر أنها ما حققت هذا الاستقرار إلا بعد تصميم على تأكيد الذات, ومعاناة بلغت حداً لا تقدر عليه فتاة وحيدة جاءت دمشق وليس في يديها إلا التحدي والتصميم, وبهما وحدهما نجحت. إن أمثولة هذه الفنانة الصحفية الشابة التي تدخل عالماً جديداً بعد فترة.. جديرة بأن تكون نبراساً لكثير من المغامرات اللواتي يجربن حظوظهن في عالمين شديدي التعقيد في دمشق, وأقصد عالم الصحافة الممتلىء بأنصاف الموهوبين وعالم الفن الممتلىء(وهو الآخر) بالمشعوذين ولاعبي الثلاث ورقات, والمقامرين على طريقة (ضربة إما تصيب أو تخيب). إن كفاح حياة هذه الفتاة جدير بأن يصور في رواية أو فيلم سينمائي أو مسلسل تلفزيوني, لأنه لا يصور حالة فردية, وإنما يصور حالة اجتماعية عامة. فقد بدأت الفتيات في خوض غمار الفن والصحافة, وكثيراً ما تراجعن أو صادفتهن عقبات, غير أن قليلات هن اللواتي مضين في هذا الطريق الصعب ونجحن.
|
|||||||||||||||||||||||||||||||
