تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


طاهر مامللي: (عمروا المدن) كان مشروعاً كبيراً تم إحباطه

فنون
الثلاثاء 3/1/2006م
فادية مصارع

ما يرسخ في ذاكرتنا غالباً لأي عمل درامي نتابعه هو اسم المخرج أو كاتبه, وقلما يهتم أحدنا بالتعرف على مؤلف موسيقاه,

والتي تلعب دوراً مهماً في إضفاء الملامح والصفات العامة للعمل الدرامي, وتعطيه روحاً من خلال أسلوبية ومفردات الكتابة, ما يضيف أبعاداً جمالية ذات طابع خاص للمشهدية الدرامية.‏

الفنان طاهر مامللي يعمد إلى كتابة موسيقا تصويرية تنحى منحى تعبيراً وجمالياً خاصاً, وهو الحائز على معرفة أكاديمية أهلته لأن يقدم مشروعه الموسيقي الواعد الذي تابعنا بعضاً من مفرداته وألوانه في العديد من الأعمال الدرامية التي عرضت مؤخراً.‏

تجربته الموسيقية هذه كانت محور حوارنا والبداية كانت من العمل الأخير الذي قدمه وهو أوبريت (عمروا المدن), إنتاج الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون.‏

شعرنا أن العمل لم يلب طموحنا.. أي لم يكن كما توقعناه.. لماذا? ولم غابت الحماسة المعهودة فيه?‏

الحماسة تكون بالحب في وقت نحن بحاجة فيه إلى الحب والسلام, وقد عبأت هذا الحماس بمشاعر وطنية وعاطفية, مشحونة بالحب والأمان, فأنا غير مقتنع بالشعارات التي لها ناسها وتخضع دائماً لمتغيرات.والثوابت بالنسبة لي شعار وحيد أصنعه بنفسي وهو أنني أريد أن يعيش أولادي بأمن واستقرار, أنا أحب وطني لكنني لا أضحك على نفسي, (عمروا المدن) اتفقنا فيها ألا نساوم على بلدنا, وأن ندافع عنه بحب.و ما رسمناه وخططنا له هو أن يكون مشروعاً كبيراً لكن الجهات المعنية أحبطتنا.. لا بل استأصلت أحلامنا, فالمادة الجيدة خرجت بعمل أقل من عادي حسب الامكانات والمتاحة لنا.‏

اشتركت بأعمال درامية عدة ألا ترى أن الكم لديك يمكن أن يؤثر على جودة أعمالك, ويدفعك لأن تكرر نفسك في بعضها?‏

من يكرر نفسه, يختلف عمن يملك أسلوباً خاصا به, وأنا أعمل جاهداً, لا بل أحارب ليكون لي أسلوبي الخاص, لا أنكر أن الكم يمكن أن يؤثر على النوع ولا أن الناحية المادية تهمني, فأنا لا أطلب أكثر من حقي, وأعمل في الدراما لأنني أجد فيها ما يخدم مشروعي كموسيقي, فمن خلالها يمكنني أن أتواجد في الساحة.‏

كيف يكتب طاهر مامللي موسيقاه?‏

أقرأ النص أولاً, ومن ثم أبدأ الكتابة, فكل عمل لدي له شكل ونوع من الآلات ففي (عصي الدمع) مثلاً كانت هناك تقاطعات بين الخط الكلاسيكي الذي يمثله الفنان (جمال سليمان) والشرقي أم كلثوم والذي تمثله الفنانة (سلاف فواخرجي) مع اسقاطاتهم المنعكسة على تفاصيل حياتنا اليومية.‏

ما أعمالك القادمة?‏

أعمل الآن في عمان, عمل وطني عنوانه (مسقط عاصمة ثقافية) مع فرقة إنانا وقد قمت بالعمل على مستوى فني عال, كنت أتمنى أن يكون هذا العمل والمشروع في وطني.‏

ما الحلم الذي تسعى إليه?‏

أن أصل إلى مرحلة أقدم فيها مقولة تحمل مصداقية وبعداً إنسانياً.‏

الفنان طاهر مامللي ما السؤال الذي كنت تود أن أسألك إياه ولم أفعل? ولك الحرية في أن تجيب عليه? لماذا الفن?‏

الفن مرآة تعكس الحياة.. تعكس تفاصيل حياتنا اليومية لكن ليس لدينا (مناخ صحي) لخلق المبدعين, فزمن المبدعين ولّى, واعتبر آخرهم كان بليغ حمدي, فعبد الوهاب وأم كلثوم وغيرهم من المبدعين لم يكونوا للنخبة بل كانوا للجميع.‏

وأنا الآن اتحسر على الذين عاصروهم ووعوا على سماع أصواتهم كيف لهم أن يعيشوا في ظل الذائقة العامة السائدة اليوم.. وأحمّل وسائل الاعلام المسؤولية الكبيرة في ذلك وأعود لأقول لماذا الفن?‏

ليوازي مهمة الأنبياء وليكون الفنان داعية يحمل رسالة تصل إلى العالم بأسره, وهذا يحتاج إلى شروط أهمها تراكم الخبرات ووجود بصيرة نافذة وفهم كبير للحياة, لا أحد يمكنه أن يصل إلى الكمال.. لكن عندما أكون قادراً أن أعبر عما أقوله أستطيع أن أبني أشياء صحيحة, الفكرة ليست جهوداً فردية, وإنما مناخ خاص يستطيع أن يوسع مساحته‏

. ففي الفيزياء الجملة معزولة, لكنها في الفن ليست كذلك, يجب أن نعرف أمراضنا ونعالجها حتى نثبت أقدامنا, تلك هي حرب ستبقى قائمة بدأت مع ولادتنا ولن تنتهي إلا بموتنا.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية