ولكن أمام كل تلك الطاقات الحقيقية التي نهضت بما أنجزت تبرز مسألة لا بد من الإشارة إليها وهي تألق نجومنا الكبار الذين أسسوا ورفدوا وعلموا وهم كعادتهم متجددون لم يستكينوا لأدوار ثانوية لا طعم لها أو لون وإنما اللون كان ظاهراً والطعم تذوقه كل منا وما أدل على ما أقول إلا أدوار شاهدناها مؤخراً لعدد منهم (خالد تاجا, منى واصف, أسعد فضة, نبيلة النابلسي ..) أسماء وأسماء كالذهب الخالص الذي يزداد بريقه لمعاناً مع كل احتكاك ومع كل ملامسة للنار لا بل جعلت النار لمعانه يزداد بريقاً مع كل دور جسده كل منهم على الشاشة . أسماء كبيرة يكبر معها العمل وتدخل إلى القلب .. هي كبيرة في كل شيء في الفن والأخلاق على حد سواء فلا نستغرب عندما نعلم أن فنان منهم يأتي لموقع التصوير حتى قبل الموعد وقبل حضور بعض الفنانين الشباب التزاماً منه بروح الفن وأصالته وتقاليده وأعرافه .
من الصعب أن تفي الكلمات مهما كانت نابعة من القلب بإنجازات هؤلاء العمالقة فكيف هو الحال لدى الحديث عما أنجزوه عبر مسيرة طويلة من العطاء ومن الأعمال المتراكمة المترسخة التي شكلت فيما شكلت ذاكرة مهمة ?!..
من ليس له كبير فليفتش عنه .. ولأن الفن في سورية فيه الكثير من الكبار .. الكبار في كل شيء نشعر أننا نقف على أرض صلبة ثابتة ومهما تناولت الرياح البنيان فوقها سيبقى صامداً لأنه بني على أرض من صخر وليس من رمل-.