محافظة حمص, بأنه يتاجر بالسلاح, يشتري قطعة سلاح غير مرخصة من راغب في بيعها.. ويبيعها لشخص آخر راغب في اقتنائها, أو يتصيد كمية دخان أجنبي مهرب, ويوزعها على أصحاب الدكاكين في القرى المجاورة.. ورغم أن مثل هذه التجارة تقتضي التجوال والانتقال.. إلا أنه لم يكن معتاداً على التغيب عن منزله ولو لليلة واحدة دون علم مسبق من ذويه,, وهذا ما حداهم إلى سرعة إبلاغ الشرطة بعد مرور يومين على خروجه من منزله في القرية على ظهر دراجته الآلية وعدم عودته إليهم أو تلقيهم منه أي اتصال رغم أنه يحمل جهاز موبايل.. كما أنه لم يرد على اتصالاتهم المتكررة به على مدى اليومين السابقين, وقد اتخذت الشرطة الاجراءات القانونية من حيث تعميم إذاعة بحث عنه, كما بدأت تحرياتها وبحثها لكشف أسباب غيابه المحير وغير المعهود حسب إفادة ذويه..
تابعت الشرطة من خلال البحث وجمع المعلومات تنقلات المتغيب من قرية إلى أخرى إلى أن انقطع الخيط عند رؤيته- لآخرمرة- من قبل شهود عيان برفقة المدعو (ن.ع) من مواليد 1979 لدى بحث الشرطة عن هذا الشاب لوصل خيط التحريات والاطلاع منه عما يعرفه عن المتغيب ووجهته, لم تعثر عليه في القرية لكنها حصلت على معلومات جديدة تؤكد مشاهدته لوحده يمتطي دراجة آلية تنطبق عليها مواصفات دراجة المتغيب...
بحكم التكامل في عمل الشرطة,, أخذ البحث لحل لغز هذا الغياب المحير, حيزاً كبيراً من جهود فرع الأمن الجنائي في حمص,حيث أفادت بعض المعلومات عن تواجد الشاب (ن.ع) في مدينة حمص,, وقد ازدادت الشكوك بأن لديه ما يخفيه.. وإلا ما سر تهربه من الشرطة?!
وأخيراً وردت معلومات عن دخول (ن.ع) إلى المشفى, وتحت اسم مستعار, نتيجة تعرضه لحادث سير بسيط, وبعد موافقة النيابة العامة في حمص, تمكنت إحدى دوريات فرع الأمن الجنائي من القاء القبض عليه في المشفى واصطحابه إلى مقر الفرع بعد التأكد من تلقيه الاسعافات اللازمة ومن أن لا مانع صحي من خروجه من المشفى, ومن خلال التحقيق معه ومواجهته بكافة المعطيات والمعلومات المتوفرة. اعترف باقدامه على استدراج المتغيب وقتله..
أفاد (ن,ع) أنه سبق له التعامل مع (ع.م) واشترى منه اكثر من قطعة سلاح وباعها بدوره لآخرين.. وقبل ارتكابه جريمته بعدة أيام حذره أحد أصدقائه من تعامله مع (ع,م) بقوله سيأتي يوم وتلقي الشرطة القبض عليه.. ولابد أن يعترف لهم عن مشاركتك إياه في تجارته الممنوعة. وهذا ما جعله يفكر في إنهاء علاقته معه, ولكن ذلك لن يعفه من المسؤولية فيما لو ألقي القبض على (ع,م) وقاده تفكيره إلى اتخاذ قرار بقتله وسلبه ما يكون بحوزته. وهذا ما نفذه بالفعل حيث أقدم قبل ليلة من ارتكاب الجريمة- وكان على موعد مع المغدور في اليوم الثاني, على استعادة بارودة صيد من أحد أصدقائه في القرية بحجة التصيد.. وذهب إلى مزرعة مهجورة بالقرب من القرية.. حيث خبأها هناك.. وعندما التقى مساء اليوم الثاني مع المغدور, قال له: لدي زبون يود شراء مسدس دعنا نذهب إليه لنتفق معه ومن ثم نحضر له طلبه في يوم آخر, وركب خلفه على دراجته وقاده إلى المزرعة حيث أطلق عليه النار وتأكد من وفاته.. وبعد أن سلبه مبلغ 22 ألف ليرة سورية وجهاز الموبايل, وقام برمي جثته في بئر جاف عمقه في حدود أربعين متراً. ثم امتطى دراجة المغدور وعاد الى القرية.. وفي اليوم الثاني ذهب برفقة صديق له إلى مدينة السلمية حيث باع الدراجة (التي ادعى أنها لقريب له) إلى رجل مجهول, ثم عاد إلى حمص وافترقا. وبقي في مدينة حمص ينفق ما معه من مال على السهرات والدعارة إلى أن أفلس, فقرر العودة إلى القرية.. غير أن سيارة صدمته في الطريق.. واسعف نفسه إلى المشفى حيث أعطى اسماً مستعاراً خوفاً من الشرطة, وذكر أنه أعطى جهاز الموبايل الذي سلبه من المغدور لإحدى المومسات بعد نزع شريحته ورميها في الشارع. وبدلالة القاتل (ن.ع) تم الانتقال إلى البئر التي رمى الجثة فيها, وتم استدعاء مجموعة من فوج الاطفاء بحمص, حيث تم استخراج الجثة.. وسلمت لذويها, وقد أكد الطبيب الشرعي أن الوفاة ناجمة عن الاصابة بطلق من بارودة صيد في الظهر ما تسبب بنزف صاعق.وتمت مصادرة بارودة الصيد المستخدمة في القتل, وأصدر القاضي مذكرة توقيف وجاهية بحق المقبوض عليه (ن,ع) وجرى إيداعه السجن بموجب ذلك..