تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


أودية عبقر.. من تحت جبال الأنبياء?

ثقافة
الجمعة 2/11/2007
يوسف المحمود

(تابع مداخلة ضرورية):...البنية كانت تهاجم وتدافع بلسان واحد,من موقع واحد.كانت تذكر ما يحظر على المرأة,تلك الأيام,وترد عليه.خديجة الصالح كانت بما كان محمود غزالة,يقوله بنفسه,عن نفسه.نحن لا نقرأ.ولكننا ندري!

خديجة الصالح دخلت على مجلس رجال.فيه مشايخ معروفون.ووجهاء مشهورون.قالت:( السلام عليكم) برفع ذراعها كالرجال.علي عباس مختار القرية,المعروف بسلاطة لسانه,كطول قامته الغليظة,وطربوشه المكشوف .علي عباس رد بوقاحة وقباحة.بعض ضحك.وآخرون أحرجوا.هل يردون سلام امرأة بمثله?أم كما يرد,في أسواق حمص(سلام) فقط?أو ..(ورحمة الله وبركاته) بنية أن السلام على المسلم عليه وحده?‏

ذلك الإشكال,كان واردا في منتصف الثلاثينيات.المرأة المقدرة ,مثلا.‏

كانت تستقل التحيات الدّارجة,مثل:(الله يصبحك بالخير.أو الله يمسيك بالخير.أو الله يعطيك العافية),كانت تستقلها للشيخ.للوجيه.للرجل المحترم,والرجل الكبير?بل كانت تأخذ في حسابها,إذا قالت (السلام عليكم).أن تحرج ذلك الرجل,أيا كان.أن يرد لسلام ,على امرأة,بمثله.فيشاع ذلك عنه بين العامة,والعياذ بالله.‏

خديجة الصالح الجريئة,الشايفه حالها.قالوا إنها(أجبرت) زوجها أن يعلمها القراءة سرا بنفسه,ولا تقبل أن تكون إلا كمثله.وإذ سافر عنها الى الارجنتين.قالوا إنها أخذت تتسلى بقراءة كتبه سرا,لتقول(السلام عليكم ,جهرا!)‏

وفيما سمعت أبي يحكيه,أنه حضر مجلسا في بيت الشيخ محمود الديب,في القلعة.وإذ جر التذاكر بالعلم والشعر,إلى قول السواق البصري:(ورب ذي عزمة غراء ناقرة/إلى السراير لم يشعر بها الخلد) في ملحمته الشهيرة:(هو السبيل فلا مين ولا أود/إن صح منك الولا,يا أيها الولد).فاختلفوا في (الخلد) بعض قال هو القلب.وبعض قالوا:هو الخلد,الفأرة العمياء التي تمخر الأرض,لتسحب البصلة المورقة تحت الأرض,وما شابه.‏

وإذ اشتد التماحك.إذا أبو أسعد يخرج,ويعود ليقول:(كماله) إحدى بنات العائلة تقول.الخلد هو الفأرة العمياء المعروفة بأكل البصل الأخضر ,تحت الأرض.جهيزة لم تقطع القول بين المختصمين.بل نظروا بأبي أسعد كأنهم يتساءلون:(لماذا لا تأتي.تقف .تقول هذا وتناقش فيه,.أبو أسعد كأنه فهم السؤال,وردّ عليه بدون كلام:(عمها الشيخ,لم يخبر بعد أنها صارت تقرأ!)‏

وكان قد وقع لي عدد من مجلة(النهضة) إصدار الطبيب وجيه محي الدين في طرطوس .تحرير الشاعرين حامد حسن وأحمد علي حسن حاضرين,وطبع طرابلس لا الأقرب الى طرطوس من اللاذقية.بل لأن طرابلس أيضا موئل شعراء كطرطوس ,في ذلك الحين!‏

وفي ذلك العدد نفسه,كان اسم شهله ديب الى جانب شقيقتها.‏

وكان فيه اسم خديجة الحامد وأسماء بنات مشايخ كبار من محافظة اللاذقية.مجلة النهضة,التي كانت توزع,كما رأيت في ذلك العدد نفسه,من (سوق الجفتليك في حمص)الى مهاجر الارجنتين والبرازيل.‏

أما أبو أسعد,قرية القليعة تحت قلعة بيت الشيخ ديب رأيته في بيت الشيخ كامل صال ديب ,كمقرب من أهل البيت جميعا.رجع من هجرته الى الارجنتين وسمعت أنه وصف سفره الى الارجنتين ورجوعه الى القليعة,فيما يعد مجازا,أو حقيقة,أنه أول من كتب في أدب الرحلات,في تلك الأيام (سيلي).‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية