تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


د .محمود السيد: اللغة وطن وموئل..!

ثقافة
الجمعة 2/11/2007
مها يوسف

ما هو مفهوم اللغة العربية. وكيف للمجتمعات الحية وأن تعنى بلغاتها.ما التحديات التي تواجهها سواء على الصعيدين الداخلي والخارجي وما الخطط الوطنية لتمكينها والمحافظة عليها والارتقاء بها..

نقاط عديدة توقف عندها الاستاذ الدكتور محمود السيد رئيس لجنة تمكين اللغة العربية في المحاضرة التي ألقاها بالمركز الثقافي العربي بكفر سوسة. وذلك بمناسبة احتفالية دمشق عاصمة الثقافة , وبهدف التعريف بمشروع تمكين اللغة العربية.‏

بداية تحدث الدكتور السيد على أن اللغة لا تقتصر على الاصوات التي تنطق بها ولكنها أشمل بكثير, وبالعودة الى القواميس نجد بأنهم عرفوا اللغة على أنها مجموعة من الاصوات يعبر بها كل قوم عن غرضه كالاشارات والايماءات والنحت والرسم والتصوير,وكل ذلك ينضوي تحت المفهوم الواسع للغة, بهذا المفهوم تؤدي اللغة وظائف عدة.‏

باعتبارها ثمرة تفكير ولا يمكننا ان نتصورها بدون فكر فهما وجهان لعملة واحدة. وعملية التواصل هي الوظيفة الثانية التي تقوم عليها اللغة فأفراد المجتمع يتواصلون مع بعضهم ويتطلعون على تراثهم ويضعون تصورات لحياتهم المستقبلية بواسطتها وللتعبير أساليب متعددة لكن تبقى اللغة في المرتبة الاولى من حيث التعبير. ولا يمكن لبقية الفنون الاخرى ان تؤدي وظيفتها مثل اللغة.‏

وظائف اللغة‏

وتمتلك اللغة وظائف عدة منها الانفعالية فالانسان يمر بمواقف متعددة وينفعل ويلجأ اذا كان شاعراً لنظم قصيدة او كتابة قصة او مسرحية يؤثر بها على النفوس فيدعوهم الى اعتناق أمر والتخلي عن آخر والوظيفة الاخرى هي الجمالية وذلك بايجاد تناسق بين عناصر العمل الادبي, بالاضافة الى الوظيفة الاستمرارية والماوراء لغوية بمعنى ليس بين السطور وانما ما وراء السطور.‏

شهادات بعض المفكرين‏

كما استعرض المحاضر باقة من أقوال بعض المفكرين الذين يشيرون الى أهمية اللغة منهم الفيلسوف الفرنسي كونديلاك الذي اشار الى عملية التفكير مستحيلة بغير اللغة ورموزها ويرى ان لا معرفة بغير تحليل ولا تحليل بغير رموز.‏

أما الفيلسوف الالماني هيدجر فيؤكد على ان لغته هي مسكنة وموطنة ومستقرة وحدود عالمه الحميم ومن خلال عيونها ينظر الى بقية ارجاء الوطن الفسيح.‏

وعرض المحاضر نماذج أممحية تسعى للحفاظ على لغتها وتعمل على انتشارها, فاليابان رفضت التخلي عن لغتها القومية في التعليم خلال الحرب العالمية الثانية, فكانت اللغة منطلق نهضتها العلمية والصناعية الجديدة.‏

وفي أواخر القرن الثامن عشر أدركت فرنسا أهمية اللغة القومية الفصيحة في بناء أمة حقيقية, ودعت الى محاربة اللهجات المحلية ونشر اللغة الرسمية بين المواطنين. كما اصدرت قراراً عام 1994 ينص على عدم السماح بعقد المؤتمرات العلمية المتحدثة باللغة الانكليزية على الارض الفرنسية, بالاضافة الى وضع كافة المصطلحات سواء كانت علمية او طبية باللغة الفرنسية وتعميمها منعاً لانتشار المصطلحات باللغات الاخرى.‏

وأشار المحاضر الى المراحل التاريخية التي مر بها نشوء اللغة العربية وكيف أصبح القرآن الكريم يمثل اللغة المشتركة بين شعوب العالم جميعاً وتأثر اللغة العربية به, مما أدى الى اتساع مادتها وتشعب أغراضها فأعطاها ذلك رقة في التراتيل وقوة في المنطق وثروة في المعاني .‏

سمات خاصة‏

وتمتاز اللغة العربية بانفرادها بحروف لا توجد باللغات الاخرى, فعندما ننطق الصوت الحرف يقابله بالكتابة, وهناك تقارب ( باللفظ وثبات بالحروف وعلاقة بني الحرف والمعنى, ودقة في التعبير . وتتسم اللغة العربية بالايجاز في الاسلوب والتراتيب والاعراب الذي يوضح المعاني.‏

تحديات ومصاعب‏

فاللغة تواجه عدة تحديات منها خارجية فمنظمة الأمم المتحدة تتجه الى إلغاء اللغة العربية من بين لغات العالم بحجة ان ممثلي اللغة لا يتكلمون بالعربية بالاضافة الى عدم وجود مترجمين عرب وعدم وفاء معظم الدول العربية التي تتلكأ عن دفع ما عليها من مترتبات وتعمل على تعتيم ثقافتنا وحضارة امتنا.‏

وعلى نطاق الوطن العربي تواجه اللغة تحديات داخلية منها الامية المستشرية بنسبة 70 مليوناً واستخدام العامية والكلمات الاجنبية في اللغة التعليمية, وكثرة الاخطاء النحوية في المحاضرات الملقاة , والعزوف عن القراءة, وهناك بعض الاحصائيات ففي أوروبا يقرأ الفرد 35 كتاباً في السنة, وفي السنغال ايضا 4 كتب للفرد الواحد وفي الامة العربية هناك كتاب واحد لكل 80 فرداً.‏

بالاضافة الى قلة البحوث العلمية التي تجري في مجال لغتنا العربية وغلبة اللغات الاجنبية في المدارس الخاصة على حساب اللغة الأم على الرغم من أن دستور الدولة هو استخدام اللغة العربية, فلا بد أن نعمل على اغنائها, ففي مصر هناك صيحات تنطلق للحفاظ على اللغة العربية في المدارس والجامعات.‏

ونتيجة للأخطاء النحوية واللامبالاة صدر القرار الجمهوري رقم (4) لعام 2007 القاضي بتشكيل لجنة لتمكين اللغة والمحافظة عليها والاهتمام بها بالاضافة الى الوعي اللغوي والشعور بالمسؤولية تجاه اللغة الام.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية