لا شك ان اعلان هيوز الاستقالة والفشل جاء نتيجة لادراكها وقناعتها التامة,وان كانت غير معلنة,باستحالة تبييض صورة أميركا الملطخة بدماء اطفال ونساء فلسطين والعراق ,وبجميع الألوان القاتمة التي رسمتها سياسة بوش الخارجية الحمقاءفي العالم وفي المنطقة العربية تحديدا.
إن تعامي الادارة الامريكية عن السبب الحقيقي وراء تفاقم الكره للولايات المتحدة,ولاسيما انحيازها الاعمى لصالح اسرائيل وتنكرها للقرارات الدولية التي تخصها ,ودفاعها عن مصالحها على حساب المصالح الامريكية,وتدخلها في الشؤون الداخلية لدول العالم خلافا لمواثيق الامم المتحدة ,امور تزيد حالة الكره والعداء لها.
ان سعي الولايات المتحدة الامريكية لتحسين صورتها يحتم عليها ايلاء عملية السلام اهتماما اكبر كراع حيادي ونزيه بعيدا عن ازدواجية المعايير في تطبيق القرارات الدولية,والعمل على تغيير سياستها في التعاطي مع الصراع العربي الاسرائيلي عوضا عن تحسين صورتها,والابتعاد عن سياسة الاستكبار وتجاهل الآخر ,والتدخل في شؤون الآخر ,وسياسة الابتزاز.
هيوز ليست الاولى التي تكلف بتلك المهمة وتفشل ,ولن تكون الأخيرة,طالما أصرت الادارة الامريكية على سياستها الحالية,فقد سبقها الى هذه المهمة شارلوت بيرزالشخصية الشهيرة في عالم الاعلان والدعاية الاميركية,ومارغريت تاتوايلر السفيرة الاميركية السابقةفي المغرب, وفشلتا ايضا بعد ان عانتا من ازدواجية الادارة الاميركية في التعامل والانحياز لاسرائيل.
كل ذلك يدفعنا للقول ان الخلاف او الكره للولايات المتحدة ليس كرها للشعب الاميركي ,وليس صراع حضارات بين طرفين وانما كره نابع من طبيعة التحالف الاميركي الاسرائيلي الظالم ,ومن سياسة واشنطن الخارجية المتعالية.