وأكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الذي ترأست بلاده الدورة الماضية في كلمة له خلال الجلسة الافتتاحية أن استمرار النزاعات وزيادة مخاطر الإرهاب والتطرف تعد أساس التحديات أمام القارة الأفريقية.
وأشار السيسي إلى أن التدخلات الخارجية المعروفة في الشأن الليبي جلبت تهديدات لا يتوقف أثرها عند حدود الدولة الليبية فالاستمرار في إرسال المقاتلين الأجانب والعناصر الإرهابية من سورية إلى ليبيا بالآلاف لن يقتصر تهديده على الأراضي الليبية بل سيمتد أثر ذلك خارج حدود ليبيا ليطال أمن دول جوارها، مشدداً على ضرورة التصدي لهذه التدخلات بكل الوسائل المشروعة انطلاقاً من موقف إفريقي قوي يتم تبنيه من خلال مجلس السلم والأمن في القارة.
من جهته قال موسى فقيه رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي إن هناك العديد من المشاكل التي تواجه القارة الأفريقية ويأتي على رأسها الإرهاب الذي لا يزال يشكل تهديداً على العديد من الدول الأفريقية.
وأضاف فقيه خلال كلمته في الجلسة الافتتاحية إن الأزمة في ليبيا تحتاج إلى حل داخلي يضمن تحقيق الأمن والسلم فيها وفق الحل السياسي ودون تدخلات أجنبية أو أجندات من خارج القارة الأفريقية.
وأكد فقيه أن ما تسمى «صفقة القرن» التي أعلنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تشكل انتهاكاً لكل قرارات الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي ولن تسهم إلا في زيادة التوتر في المنطقة، مشيراً إلى أن «طرحها بغياب الفلسطينيين اعتداء على حقهم ولن نقبل بها».
بدوره دعا رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامافوسا الذي انتخب رئيسا للاتحاد الإفريقي لمدة سنة واحدة، دول القارة إلى الوقوف أمام محاولات تأجيج النزاعات فيها من الخارج.
وقال رامافوسا في كلمته أمام القمة: تقع علينا جميعا مهمة بناء إفريقيا سلاما وازدهارا، علينا أن نتخذ خطوات لمنع دول تقع خارج حدود قارتنا من تأجيج نزاعات في إفريقيا وإشعال حروب بالوكالة.
وتسلم رامافوسا رئاسة الاتحاد الإفريقي من الرئيس المصري على أساس آلية التداول.
وحدد رئيس الاتحاد الجديد هدفين أساسيين لرئاسته، هما تسوية النزاع في ليبيا، الذي وصفه بأنه قضية إقليمية يجب حلها بجهود الأفارقة أنفسهم»، وتنفيذ اتفاق السلام في جنوب السودان بشكل نهائي.
كما دعا رامافوسا إلى عقد اجتماع استثنائي حول منطقة التجارة الحرة في إفريقيا، بالتوازي مع قمة استثنائية حول «إسكات البنادق»، في أيار 2020، مشددا على ضرورة وضع معايير تحدد المنتجات التي تفتخر بها القارة الإفريقية.
وتنعقد هذه القمة بمشاركة أفريقية ودولية واسعة وتركز على العديد من الملفات أبرزها مبادرة «إسكات البنادق» في أفريقيا وتهيئة الظروف للتنمية بالإضافة إلى مواجهة الإرهاب والأزمة الليبية وتطوير البنية التحتية في القارة الأفريقية.