لذلك يحاول «السلطان» القفز فوق الهزائم في أرياف حلب وادلب إلى اجتماعات «الضامنة».. يهرول بجوعه العسكري إلى مطبخ «سوتشي» ويهرب حتى طلب القمة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين..
أردوغان الذي حاولت روسيا وإيران يوماً لجم هيجانه الإرهابي في آستنة وسوتشي يستجدي الحصول على وقت سياسي إضافي وأوسع.. لن تعطيه موسكو ساعة واحدة طالما أن عقارب «النصرة» لا تزال تجوب في توقيت إدلب....
فصل الإرهابيين عن «المعتدلين» في الشمال شرط «أستاني» يبدو سوريالياً لأنقرة وهي التي تدرك أن»عصا الفرز» تعجز عن انتقاء «إبرة تخدير للمرحلة» في كومة قش «النصرة»... فأين يذهب اردوغان بالمصيدة التي تجاهلها طويلاً في كل الجولات؟.. الأكثر لفتاً أنه يتجنبها بزيادة وتكاثر نقاط المراقبة في ادلب وريفها والتي يبني سياجاً منها في المخالفات العشوائية لاتفاقات خفض التصعيد؟!
يصفّح اردوغان نفسه أمام تقدم الجيش السوري في الميدان بكل ما ملكت خباثته من قدرة على استغلال نصوص الاجتماعات مع حلفاء سورية.. بل ويستحضر الشماعة «الكردية» للابتزاز مجدداً..
فما يسميه منطقة «نبع السلام» باتت حجته لغرز مزيد من نقاطه العسكرية الاحتلالية في وجه ما يقول إنه شبح «قسد».. وكأنما الرسالة لموسكو باتت أن فصل الإرهابيين مرهون بالتغيير الديموغرافي وإخراج «الاكراد» على امتداد النظر الحدودي مع سورية.. وقد يحتمي باتفاقية أضنة للأخذ والرد السياسي في حال التقى مع بوتين نهاية الشهر الحالي....
كل ما يقوله اردوغان وما يفعله لن يفسد لتقدم الجيش العربي السوري خطوة واحدة، فادلب كما قالت دمشق هي الأساس لحسم الفوضى والإرهاب في كل مناطق سورية ولن ترتاح البندقية حتى يخرج المحتل التركي والأميركي من آخر شبر من التراب السوري...
المعركة في ادلب هي حقاً أم المعارك وأهمها.. هي معركة الميدان السوري مع كل البلدان التي تورطت به، ومصير الإرهابيين فيها من مصائر دولهم وخيارات الحكومات الأوروبية.. فإن جنحت لاردوغان عاد الإرهابيون الى حضنها، وإن تمنعت عنه في المحافل الدولية خاصة بعد الدرس في ليبيا.. فدمشق قادرة على إدارة المشهد في ادلب.. كما كانت في كل معاركها... المدنيون أولويتها وسيادة الأرض مقدسة..
لن تبقى الأرض السورية مدنسة رغم هيجان اردوغان او هذيان ترامب بالعقوبات .. وللأخير حكاية أخرى ما بعد ادلب، خاصة أن الرئيس الأميركي بات يعيد اسطوانة «القوة العربية» المشروخة... تخيلوا أن التاجر الأميركي يبازر السعودية على تدريب «قسد» وبعض المرتزقة في شرق الفرات لإطالة الأزمة في سورية..
يريد ترامب زيادة رصيده في البنوك الأميركية من الجيب السوري وكسب ورقة للتفاوض.. ثم يخرج من يتبجح أن الحل سياسي فقط في سورية... ألم تسمعوا بيدرسون بالأمس يشكو.. لا أملك عصاً سحرية!!!