في درجات حرارة الجو، وما يقابله من زيادة (غير مسبوقة) على الطاقة الكهربائية، وعدم القدرة على تلبيتها، نتيجة الإرهاب الاقتصادي الذي تتعرض له البلاد والقائم على العقوبات والحصار والمقاطعة النفطية منها وغير النفطية.
هذه الأسباب مجتمعة، وغيرها الكثير من الممارسات والضغوطات أرخت بظلالها الثقيلة جداً على المنظومة الكهربائية، وحدت من كمياتها المولدة، وحالت دون التمكن من تلبية طلب المشتركين الذين ما زال البعض منهم (وهنا لا نقصد مشتركي القطاع المنزلي الذين يسجلون أعلى وأكبر نسبة هدر)، يغردون بتقليعاتهم (التزيينية المهدرة وغير المبررة) بعيداً عن سرب حملة الترشيد الوطنية التي تحمل شعار (معاً للترشيد.. معاً للتنعم بالطاقة الكهربائية.. معاً للمحافظة على وثوقية الشبكة.. معاً لمكافحة ظاهرة الاستجرار غير المشروع.. معاً لوقف الهدر).
مناسبة هذا الحديث، هي حالات إفراط ومغالاة وإسراف ومبالغة البعض في إنارة واجهات محلاتهم ومطاعمهم وشركاتهم ومكاتبهم (اللافتات ـ الشاخصات ـ الواجهات ـ المداخل والمخارج..) وأبنيتهم وصولاً إلى المراكز التجارية والأبنية الحكومية والساحات والشوارع العامة..، واستخدامها ليل نهار (كديكورات بأشكال واستطاعات ومساحات غير هينة)، كل ذلك للفت نظر وشد انتباه المارة الذين يتناوبون على رسم علامة استفهام تفوق بطر هؤلاء الذين يبدو أنهم لا يريدون أن يعرفوا أن ممارساتهم هذه (وتبرجهم) لا يشفع لها ولا يبررها تسديدهم قيمة الكميات اللامنطقية المستجرة، فالعبرة هنا ليست بمن يستجر أكبر ويدفع أكثر، وإنما بمن يدرك أن الدولة تعمل بكل طاقتها لتأمين ما يمكن تأمينه من المشتقات النفطية لتوليد وتوزيع الكهرباء على المشتركين وعدم حرمان أحد منها، والحيلولة دون تسجيل زيادات غير محمودة في الأحمال، وقطع للكابلات، وحرق للمحولات وتوقف للعنفات وخروج للمحطات، العبرة هنا بمن يؤمن أن وجه قطاعنا الطاقي لا يتحمل اليوم.. اليوم تحديداً.. المزيد من التبرج، وإنما العقلنة ولا شيء سواها!.