أو أن يصبح (فيلسوفاً).. و(الفيلسوف) في ظروفنا هذه (مشوش متفلسف) يحاول أن يجهد عقله ويجهد عقولنا معه بلا جدوى..
أما (المشوش) فقد يصبح (فيلسوفاً اقتصادياً) أيضاً مع عدم وضوح في الرؤية.. ومحسوبكم يعاني هذه الحالة الغريبة.. ولم أشأ أن أصفها لكم إلاّ بعد أن علمت أنّها صارت ظاهرة يشكو منها الكثير من أمثالي..
إذن لا داعي للخجل.. لنتكلم بصراحة.. (الحال من بعضه).. أنت وأنا يا صديقي.. نعيش حالة الشرود والتشويش (المبرّر).. صرنا ننسى أشياء بسيطة وكلمات عادية جداً كنا نستخدمها بكل سهولة ويسر في الموقف المناسب دون أن نجهد عقولنا.. ولقد بدأت الأعراض تظهر علينا حين نذهب إلى السوق.. نسينا كلمة الكيلو والـ 2 كيلو والـ 3 كيلو.. و(الميزان الطابش) و(خود دوق) و(هي عالبيعة).. حل الالكتروني الدقيق ليحاسبك بدقة على الغرامات التي ترافقك في (الأكياس السوداء) إلى البيت.
تجلس اليوم مع أصدقائك وتحكي لهم وأنت في حالة (ابتسامة صفراء) عن أيام زمان.. وتصبح ذكريات جميلة تجاه قسوة ما أفرزه التلاعب بكل شيء.. المعايير قبل القيم.
تشويش على مختلف المستويات لا نعلم إلام سينتهي؟!.. وكيف سننجو منه... فحينما ترتفع الأسعار هكذا.. وتنحدر ثقافة الاستهلاك هكذا.. ينتشر (التشويش) هكذا.. ولا بد أن تكون النتيجة هكذا وهكذا.. ولكن.. لنتفاءل.. فما قيمة التفاؤل إلاّ في أحلك الظروف..