وتتلخص تلك الآلية بإرسال رسالة نصية إلى كل مواطن حاصل على البطاقة الذكية تتضمن موعداً لاستلام الأسطوانة من المعتمد المحدد، بحيث يكون الأقرب إلى عنوان سكنه، مع مهلة زمنية مدتها يومين تم اعتمادها أمس بدلاً من الأيام الثلاثة التي حددتها سابقاً من أجل الاستلام.
الآلية الجديدة تواجه حالياً بعضاً من التعثّر في تطبيقها، ففي حين ينتظر المواطنون في منازلهم ورود الرسالة المبتغاة للحصول على إسطوانة الغاز من المعتمد المطلوب، تقبع على المقلب الآخر سيارات الغاز مثقلة بأوزان إسطواناتها تنتظر المواطنين للحصول على اسطواناتهم.
قاعدة البيانات المعتمدة لا تفي بالغرض
وفي لقاءات «للثورة» مع أحد معتمدي الغاز في دمشق أكد أنه يواجه مشكلة حقيقية في عملية التوزيع حيث تم ادراج أسماء مواطنين لاستلام اسطوانتهم في مدينة دمشق في حين يقيم أصحاب تلك الأسماء في مناطق وربما محافظات أخرى، كما حصل مع مواطنين يقيمون في مناطق بمحافظات أخرى مثل منطقة النبك بريف دمشق والصنمين في درعا، حيث قامت شركة تكامل باعتماد المكان الذي تم منه استلام اسطوانة الغاز من قبل المواطن آخر مرة دون الاعتماد على قاعدة بيانات حقيقية تفي بالغرض.
المواطنون: صعوبة في التواصل
مع تطبيقات البطاقة الذكية
فيما اشتكى عدد من المواطنين الذين التقيناهم من أن الاتصال بالرقم الذي خصصته شركة تكامل للتواصل معها عبر الانترنت #9884*ينتهي بالفشل في معظم الأحيان في حال اللجوء اليه لتغيير اسم المعتمد على سبيل المثال، واشتكى آخرون مما اعتبروه خطأ في الرسائل الواردة من شركة تكامل، حيث أفادت المواطنة أم أحمد من منطقة البرامكة بأنه وردتها رسالة أن موعد الاستلام المقبل لأسطوانة الغاز خاصتها هو في 23 من الشهر الحالي على الرغم من أن آخر مرة استلمت فيها كان في السابع من كانون الثاني الماضي، الأمر الذي أكده المواطن أبو محمد نبهان حيث وردته رسالة للاستلام في 22 من الشهر الحالي، فيما كان آخر مرة استلم فيها اسطوانته في السادس من الشهر الماضي لترتفع بذلك المدة المحددة لاستلام أسطوانة الغاز من 23 يوماً إلى ما يفوق الشهر ونصف.
توزيع 35 من أصل 250 أسطوانة يومياً
عضو المكتب التنفيذي بمحافظة دمشق لقطاع التموين مازن دباس أشار الى عدد السيارات المعتمدة لتوزيع الغاز في مختلف مناطق العاصمة تصل الى 13 سيارة لكن الالية الجديدة لتطبيق توزيع الغازعبر البطاقة الذكية اصطدمت ببعض المشكلات حيث إن السيارة التي من المقرر أن توزّع ما يقرب من 250 اسطوانة يومياً ومنذ اعتماد تلك الآلية تعود ولم توزّع اكثر من 35 اسطوانة فقط، كما أن هناك شكاوى كثيرة ترد يومياً إلى المحافظة نتيجة الإشكالات المتعلقة بالاختيار الخاطىء للمعتمد المطلوب والذي لا يتناسب مع مكان إقامة المواطن، إضافة إلى إشكالات تتعلق بورود الرسائل الصحيحة.
إيجابيات مع بداية آذار
حملنا الاستفسارات والشكاوى ووضعناها على على طاولة مدير عمليات الغاز في سورية أحمد حسون الذي نفى وجود مشكلات حقيقية بتطبيق الآلية الجديدة معتبراً أن وجود بعض الإشكالات البسيطة أمر طبيعي عند بداية كل جديد بالنسبة للمواطن، مؤكداً أن النتائج الحقيقية لإيجابيات الآلية الجديدة لتوزيع الغاز المنزلي التي تم تطبيقها مع بداية شباط الحالي سيلمسها المواطن بشكل فعلي مع بداية الشهر المقبل، بعد أن تكون قد تم استيعابها ومعالجة الإشكالات البسيطة التي ظهرت بداية التطبيق، معتبراً إياها الوسيلة الأنجع لتحقيق العدالة في وصول الدعم لمستحقيه، وقطع أي طريق للفساد، ناهيك عن الانتهاء من جميع مظاهر الازدحام
ولعل المشهد منذ الأيام الاولى لتنفيذ التطبيق حسب حسون يشهد على انتفاء مظاهر الازدحام ووجود سيارات التوزيع في المواقع التي حددت لها تنتظر من وصلتهم الرسائل النصية لاستلام اسطوانات الغاز، موضحاً أنه لن تكون هناك سيارت جوالة لتوزيع الغاز بل مواقع ثابتة تم اعتمادها.
48 ساعة فقط لاستلام الاسطوانة
بعد ورود الرسالة النصية
وبيّن حسون أن حصول المواطن على إسطوانة الغاز المنزلي حسب الآلية الجديدة لا يتطلب منه القيام بأي إجراء، كون الأسماء والقوائم مدرجة تلقائياً لدى «وزارة النفط والثروة المعدنية» حسب مالكي البطاقة الذكية، وشدد على أنه بحال امتنع المعتمد عن تسليم الأسطوانة لصاحبها فسيتم إلغاء ترخيصه مباشرةً، منوهاً بأن تسليم المعتمد إسطوانات الغاز سيكون وفقاً لعدد البطاقات والأسماء المدرجة لديه، مبيّناً إمكانية تقديم الشكاوى عبر الرقم 4418907.
ولفت مدير عمليات الغاز إلى أنه بحال وصلت الرسالة للمواطن بموعد استلامه إسطوانته ولم يكن بحاجة لاستبدالها بعد، فيمكنه تأجيل دوره أكثر من مرة لحين الحاجة لها، مشيراً إلى أن زمن استلام الأسطوانة خفض من 72 ساعة الى 48 ساعة حيث يفقد المواطن دوره في حال عدم استلامه الاسطوانة خلال المدة المحددة ويجيرلمواطن آخر على قائمة الانتظار، بحيث لا ينتظر المعتمد طويلاً ويتم توزيع كل اسطوانة، لافتاً إلى أن التأخر في وصول الرسائل النصية نتيجة أنه يتم حالياً إعطاء الأقدم أي الذي كان محروماً فعلياً، وذلك حسب البيانات الخاصة بكل مواطن يملك البطاقة الذكية، مضيفاً: أنه كما أسلفنا فإن الجميع سيستلم الرسائل النصية الخاصة استلام اسطوانته مع نهاية الشهر الحالي وسوف يلمس المواطن فوائد تطبيق هذه الآلية وانه لا داعي للاستعجال وإطلاق الأحكام المتسرعة على هذا التطبيق الذي وجد أصلاً لمصلحة المواطن والتسهيل عليه.
وتفادياً للإشكالات المتعلقة بزمان ومكان التوزيع دعا حسون المواطنين الذين قاموا بتغيير أرقام جوالاتهم او مكان اقامتهم أو يرغبون بتغيير المعتمد بالدخول الى تطبيقات البطاقة الذكية، إما عن طريق استخدام تطبيق ( Way-In)أو عن طريق قناة التلغرام الخاصة بالبطاقة الذكية أو عبر الاتصال بالتطبيق #9884* وتثبيت بيانتهم الجديدة مشيراً إلى أن عدم الاستجابة الفورية من تطبيقات البطاقة الذكية ناجم عن الضغط الكبير من قبل المواطنين للاتصال بها كون الآلية الجديدة ما زالت في بداية تطبيقها، وأن الزمن الافتراضي الذي يضعه تطبيق الـ( Way-In لاستلام الاسطوانة ليس هو المعتمد وإنما فقط ما يرد في الرسالة النصية من موعد للاستلام هو الصحيح، وأن من لا يملك جوالاً بإمكانه مراجعة معتمد توزيع الغاز في منطقته لتثبيت بطاقته لدى المعتمد عبر الجهاز الموجود لديه للحصول على دور دائم، داعياً كل من لا يملك البطاقة الذكية من الأشخاص العازبين أو المقيمين من العرب والأجانب للحصول على اسطوانة الغاز بالسعر المدعوم من خلال مراجعة مراكز المحروقات في المدن والمحافظات للحصول على إيصال يخوّلهم الحصول على الإسطوانة لمرة واحدة كل ستة أشهر.
ولفت مدير عمليات الغاز إلى أن الحاجة الفعلية للقطر يومياً من اسطوانات الغاز المنزلي تصل الى 1200 طن يومياً من مادة الغاز أي ما يعادل 125 الف اسطوانة يومياً يتم حالياً تأمين حوالي 100 الف اسطوانة منها.
وكي لا تفقد الآلية الجديدة التي اعتمدت بالحصول على اسطوانة الغاز الغاية التي وجدت من اجلها ولا تبخس الجهود التي بذلت للتسهيل على المواطن في ظل هذه الظروف المعيشية الصعبة، لا بد من تدارك الثغرات الموجودة بأسرع ما يمكن لتعزيز ثقة المواطن بشكل أكبر بالإجراءات الجديدة لتحسين الوضع المعيشي ومنع استغلال حاجته من قبل ضعاف النفوس من التجار والمتلاعبين بلقمة عيشه.