وحالة حضارية إنسانية لا يختلف بشأنها اثنان ويجب تعميمها وترسيخها كي تأخذ مداها وجدواها.
لكن أن تكون هذه الإجراءات والآليات سبباً مباشراً في طول الانتظار للحصول على اسطوانة الغاز المخصصة ضمن الفترة الزمنية المحددة التي تطول إلى أكثر من شهر ونصف وربما يزيد فهذا أمر يضع إشارات استفهام حول هذه الآليات الجديدة وتحقيقها للهدف الذي جاءت من أجله. إن المتابع لحركة الغاز اليومية وآلية توزيعها على المواطنين بعد صدور التعليمات الجديدة يلمس بما لا يدع مجالاً للشك بأن هناك خللاً واضحاً في هذه الآلية وهناك حلقة مفقودة فيها، فمن خلال رصدنا للواقع الميداني نلاحظ أن السيارات المخصصة لتوزيع المادة منتشرة في المناطق والحارات بكمياتها الكبيرة دون أي ازدحام ينتظر المعتمد المواطنين وأغلب الأحيان يتم تبديل حوالي 40 أسطوانة من أصل 200 وأكثر ليعود ثانية وتتكرر الحالة يومياً، بالمقابل هناك أعداد كثيرة من المواطنين ينتظرون في منازلهم الدور وإسطوانة الغاز عندهم فارغة وقد تجاوزت المدة المحددة ولم تصلهم أي رسالة.
هذه الحالة واقعية وموجودة في معظم المنازل تبلورت وظهرت أكثر منذ صدور التعليمات الجديدة في آلية التوزيع أي منذ بداية الشهر الحالي...!! وإلى الآن تتراكم وتزداد وتتسع..!!.
وإذا كانت تصريحات المعنيين في هذا الشأن والذين غابوا خلال هذه الفترة ولم يوضحوا الأسباب الموجبة وغيرها من الملابسات تؤكد أن لا مشكلات في التطبيق، فالسؤال الذي يطرحه كل مواطن إذاً أين المشكلة..؟!
مدير عمليات الغاز يشرح ويوضح أن الإيجابيات لمثل هذا التطبيق ستظهر مع بداية الشهر القادم بعد أن يكون تم استيعاب ومعالجة الإشكالات البسيطة التي ظهرت وحسب قوله إشكالات بسيطة...!! وللعلم نوضح في هذا المجال أنه مع بداية شهر آذار ينخفض الطلب على المادة بنسبة كبيرة ما يجعل توافر المادة بنسبة أكبر، ثم إذا كانت هذه الإشكالات بسيطة غير معقدة فلماذا لا تتم معالجتها فوراً وبالسرعة المطلوبة...؟!
إذاً المسألة تحتاج إلى شفافية في العمل وتوضيح الرؤية ووضع المواطن في الأسباب والنتائج خاصة أن هناك على سبيل المثال في مدينة دمشق نقصاً في حاجة المدينة يقدر بنحو 25 ألف اسطوانة يومياً.