وفي هذا السياق كشف المعارض السعودي غانم المصارير»الدوسري» عن تلقّيه تهديدات بالقتل وصلت له مؤخراً عبر رسالة على حسابه بأحد مواقع التواصل الاجتماعي تقول: لا بدّ من قطع رأسك، بحسب ما قاله في مقابلة مع وكالة الأناضول، وأبدى تخوّفه من مواجهة مصير خاشقجي، ولاسيما بعد أن عرضت عليه صحيفة واشنطن بوست الأميركية للكتابة فيها، لكنه لا يزال متردداً في قبوله.
وأشار الدوسري إلى أنه يحاول أخذ الاحتياطات الأمنية اللازمة كافة في حياته اليومية، لافتاً إلى أنه دائماً ما يلتفت وراءه في أثناء ذهابه إلى المنزل أو خروجه منه، ليتأكد من أن أحداً لا يتعقّبه، وقال: إن هذا القلق يؤثر في القرارات التي يتخذها بحياته العملية.
الكاتب الساخر الدوسري الذي يبلغ من العمر تسعة وثلاثين عاماً، يعيش تحت حماية الشرطة البريطانية في لندن، وسبق أن رفع دعوى قضائية، لا تزال مستمرة، يتهم فيها السلطات السعودية باختراق هاتفه عبر برنامج تجسس، عام 2018.
وأوضح الدوسري أنه تلقى منذ 10 أيام عرضاً من صحيفة واشنطن بوست لكتابة مقال أسبوعي، لكنه لم يردَّ حتى الآن، لكونه يخشى مصير خاشقجي، وأشار إلى أن عرض الصحيفة جاء في الوقت الذي ظهرت فيه تأكيدات تفيد باختراق ابن سلمان، هاتف مالك الصحيفة والرئيس التنفيذي لشركة أمازون جيف بيزوس، وهو ما يجعل عمله فيها الآن أكثر عرضة للمخاطر.
ورداً على سؤال عن التأثير الذي سيُحدثه عمله في واشنطن بوست، ذكر الدوسري أن عمله سيعني انتظار الموت في كل لحظة، وعلل ذلك بأنه سيكون قد وصل إلى الرأي العام الغربي بشكل أكبر، وهو ما يجعله يشكّل خطراً أكبر على النظام السعودي من وجهة نظر الأخير.
وقال الدوسري إن أي قرار محتمل بتصفيته لن يتم دون موافقة ابن سلمان، لافتاً إلى استمرار محاولات اختراق هاتفه وحساباته على الإنترنت، وأنه يتلقّى دائماً رسائل عبر البريد الإلكتروني، تحوي طلبات لتغيير كلمات المرور الخاصة به.
ويقيم الدوسري في بريطانيا منذ عام 2003، وله قناة على موقع يوتيوب باسم «The Ghanem Show»، ينشر فيها فيديوهات تنتقد العائلة المالكة في السعودية.
وسبق أن تعرَّض لاعتداء في لندن قبل شهر من مقتل خاشقجي، وتم تخصيص حراسة خاصة له من الشرطة، متهماً ابن سلمان بأنه «الشخص الذي يقف وراء العمليات السرية ضد منتقدي النظام».