وذلك عندما رفض الأخير مصافحة رئيسة البرلمان نانسي بيلوسي فقامت بتمزيق الأوراق الخاصة بخطابه، وكان التوتر سيد الموقف في خطاب ترامب الاتحادي.
عندما دخل الرئيس الأميريكي إلى القاعة في مجلس الشيوخ ليسلم بيلوسي ما بدا أنه نسخة من الخطاب الذي سيلقيه، مدت بيلوسي يدها لتحية الرئيس لكنه تجاهلها وسارع لإلقاء خطابه، وبذلك يكون ترامب قد رد الصفعة لبيلوسي التي كانت سبباً رئيساً في تسريع اجراءات عزله.
وبعد انهاء ترامب إلقاء خطابه قامت بيلوسي من مقعدها خلف الرئيس الأميركي إلى جانب نائب الرئيس، مايك بنس ومزقت أوراق نص خطاب الرئيس الأميركي الذي قدمه لها.
واحتدم الخلاف بين (الجمهوري) ترامب و(الديمقراطية) بيلوسي خلال كلمته عن حالة الاتحاد، بعد أن امتنع ترامب عن مصافحتها،ـ ووصفت بيلوسي تمزيقها نسخة من خطاب الرئيس الأميركي أنه كان تصرفاً مهذباً قياساً لما كانت ستفعله .
ووفقاً للدستور الأميركي وبالتحديد الفقرة الثالثة من المادة الثانية، فإن قضية عزل الرئيس ترسل إلى مجلس الشيوخ، إذ ينص الدستور على أن لمجلس الشيوخ وحده سلطة إجراء المحاكمة في جميع تهم المسؤولين الاميركيين .
وعندما ينعقد مجلس الشيوخ لذلك الغرض، يقسم جميع أعضائه اليمين الدستورية، وعندما تتم محاكمة رئيس الولايات المتحدة، يرأس رئيس القضاة الجلسات، ولا يجوز إدانة أي شخص من دون موافقة ثلثي الأعضاء الحاضرين.
أما فيما يتعلق بعملية عزل ترامب في مجلس الشيوخ فهي عبارة عن محاكمة يكون فيها النواب مدعون عامون بينما يكون مجلس الشيوخ أعضاء بهيئة المحلفين، ويجب أن يصوّت ثلثيهم بالادانة، ويجب أن يكون عددهم 67 سيناتوراً، وهذا يعني وجود عشرين صوتاً لعشرين سناتوراً جمهورياً يجب أن يصوتوا لإدانة ترامب، لكن ماهي كلمة السر التي تمكنت فيها بيلوسي من كسر ترامب، وسرعت في اجراءت عزله، وهل هي تعاونت مع أحد مستشاري ترامب العسكريين وهو الذي فضح خطط أميركا العسكرية بالخطأ؟
بالتحقيق وبالعودة الى خطاب ترامب الذي فجر مكنونات الولايات المتحدة وخلافاتها الى العلن عبر شاشات التلفزة العالمية، تطرق ترامب إلى العديد من القضايا التي أثارت خلافات داخل واشنطن وداخل البيت الابيض، منها سحب القوات الأميركية من أفغانستان وعودتها الى أميركا ، قائلاً إن الولايات المتحدة الأميركية ستستمر في العمل على تدمير بقايا الارهاب في العالم التي تعتقد إدارة ترامب وتدعي أنها حاربته ونسيت أنها من اخترع تنظيم داعش الارهابي وغيره من التنظيمات الإرهابية الأخرى .
أما ترامب فتجنب الحديث عن مساءلته لكن التوتر بدا واضحاً خلال خطابه الذي استغرق 80 دقيقة حيث وقف الجمهوريون أكثر من مرة يصفقون له، بينما ظل خصومه الديمقراطيون جالسين صامتين معظم الوقت، ومن الطبيعي أن يبرئ مجلس الشيوخ الذي يهيمن عليه الجمهوريون ترامب من اتهامات بإساءة استخدام السلطة وعرقلة عمل الكونغرس.
وكانت أول مرة يلتقي فيها ترامب مع بيلوسي منذ أربعة أشهر حين خرجت بيلوسي غاضبة من اجتماع في البيت الأبيض ، ورغم أنها لم تتحدث إلى ترامب منذ اجتماعهما الأخير، بدا عليها أنها اسغربت واستهجنت رفضه مصافحتها، وتجنبت قول العبارات المعتادة التي يستخدمها رئيس المجلس لدى تقديم رئيس البلاد إلى الكونغرس مثل يسعدني ويشرفني أن أقدم إليكم.
وعن بيلوسي قالت كيلي ماكينيني المتحدثة باسم حملة ترامب: لقد أعمتها كراهيتها لدونالد ترامب وسلوكها المتعالي عن تقبل الإهانة من رئيس الولايات المتحدة الاميركية، ولم تستوعب بعد الصفعة التي تلقتها من ترامب شخصياً.
كما غرد الحساب الرسمي للبيت الأبيض على تويتر على تصرف بيلوسي، باتهامها بأنها مزقت قائمة بلحظات إنسانية مؤثرة وردت في خطاب ترامب، ويبدو أن المشكلة التي حصلت أدت إلى استبعاد توقيع نص تشريعي عادة يتم توقيعه قبل الانتخابات الرئاسية المقررة بتسعة أشهر، هذا وفاقمت قضية مساءلة ترامب من المشاعر العدائية بين ترامب وبيلوسي طيلة فترة رئاسته.
ولاثارة غضب بيلوسي وغضب الديمقراطيين وعندما بدأ ترامب كلمته، قام الجمهوريون يهتفون (أربع سنين أخرى) أثناء وقوف ترامب على المنصة في مجلس النواب، وجلس الديمقراطيون صامتين، وكان بعضهم يهز رأسه بينما كان ترامب يقول حالة اتحادنا أقوى من ذي قبل.