بل حديثنا عن حرامية المياه وهنا الصورة مغايرة تماماً رغم عدم وجود مبرر لها, فالحرامي هنا ليس شخصاً إنما هو موتور لضخ أكبر قدر من المياه محمل بأحصنة واستطاعات كبيرة لذلك, والذي بدأ انتشاره في معظم مناطق ريف دمشق التي باتت تعيش ازمة مياه حقيقية حيث يقوم المواطنون باستبدال مضخات المياه لديهم, بما يسمى بالحرامي بشفط أكبر قدر ممكن من المياه, فيشترك اصحاب الابنية على شرائه كونه مكلف حتى ان اصحاب محال بيع المواد الصحية استبشروا خيراً في هذه الازمة لنفاذ كميات كبيرة من (حرامية المياه) وبالاسعار التي يريدون نظراً للحاجة الماسة وامام مرآى مؤسسة مياه الشرب.
وإذا كان قول ميكيا فيلي ان (الغاية تبرر الوسيلة) فإن غاية ابناء مناطق عديدة بريف دمشق الحصول على المياه ليس للشرب كونها ملوثة وفيها زيادة بالنترات والكلس كما هو الحال في جرمانا وصحنايا والسيدة زينب والمليحة وعقربا ويلدا وغيرها.. إنما يريدون المياه للاستعمالات المنزلية كونهم تعودوا على شراء مياه الشرب من الباعة الجوالين واضعين الثقة بهؤلاء الذين هم خارج دائرة الرقابة باعتبار ان مياههم من الفيجة او بقين والعلم عند الله من أين مصادرها?
والسؤال انه وفي غياب التخطيط المسبق لواقع مياه الشرب, واحتياجات مناطق الريف ومعالجة اختلاطات مياه الصرف الصحي بمياه الشرب ماذا تفعل الجهات المعنية لإيجاد حلول استراتيجية واسعافية لأزمة المياه ومشكلاتها الصحية.