تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


غربة الطالبات ... علم ونضج ومعاناة...

مجتمع الجامعة
الأحد 15/7/2007
محمد عكروش

الاغتراب طلباً للعلم قد يكون أحد الأهداف السامية التي يحددها الإنسان لنفسه وبرغم صعوبة هذا القرار بشكل عام, إلا أن الصعوبة تكون أكبر في حالة سفر الفتاة للخارج..

والفتاة التي خرجت من بلدها ماذا فعلت بها الغربة, وما المشكلات التي صادفتها? وما الخبرات التي اكتسبتها? للإجابة على هذه التساؤلات كان لنا لقاء مع مجموعة من الفتيات اللواتي يدرسن في سورية رصدنا من خلالهن المشكلات التي تعترض الفتاة في الغربة.‏

الاغتراب أقسى للفتاة‏

في البداية لنا لقاء مع أمل أبو راس تدرس بالسنة الرابعة كلية تجارة, التجربة أوشكت على نهايتها ورصيدها الإنساني منها كبير فلقد صادفت صعوبات كثيرة في البداية نظراً لتغير الظروف المحيطة بها فبعد أن كانت موجودة في أحضان أسرتها والأسرة مسؤولة عن تلبية رغباتها وجدت نفسها بعيدة عن هذا الجو الدافئ المفعم بالرعاية والحنان تواجه ظروفاً جديدة وأوضاعاً لم تعتد عليها, ففي المدن الجامعية النظام يختلف كثيراً عنه في الأسرة قيود ونظم محددة في الدخول والخروج والأكل والشرب والمذاكرة والنوم, هذا النظام المختلف يتطلب من الفتاة وقتاً لتتعود عليه ويتطلب كذلك تشجيعاً من الأهل وثقة تغرس في نفس الفتاة بأنها قادرة على تجاوز هذه المرحلة. وبشكل عام الاغتراب يكون أقسى على الفتاة التي تسافر لأمريكا والمجتمعات الأوروبية حيث الاختلاف شاسع في كل شيء العادات والتقاليد وطبيعة الأجواء واللغة والمشاعر.. هنا يكون الوضع بالغ القسوة ولكن ونحن في سورية نشعر أننا وسط أهلنا وليست هناك مشكلات تذكر وإن وجدت نجد جهات عديدة تسعى لحلها لذلك نشعر أن سورية هي الوطن الثاني الذي احتضن طموحاتنا وهيأ لنا السبل لتحقيقها.‏

الشعور بالغربة لم يراودني ولو للحظة‏

أما عائدة محياوي طالبة ماجستير عن تجربتها قالت: عندما أنهيت الدراسة الجامعية وتم ترشيحي لإكمال دراستي تخوفت من التجربة في البداية ولكن عندما خضت التجربة وجدت أن إيجابياتها تفوق بكثير سلبياتها... فالإحساس بالغربة لم يراودني ولو للحظة واحدة ففي مجتمعنا تتشابه العادات والتقاليد ولا يشعر بأي غربة والأمور في سورية سهلة وميسرة وما دام الهدف الذي يسعى إليه الإنسان كبيراً فلابد من تحمل بعض العناء وهو هنا يتمثل في فكرة الانفصال عن الأهل والسفر بعيدا عنهم هذه هي الأحاسيس التي تؤرقني والتي تلازمني, أما الوجه الآخر للتجربة وهو الجانب الإيجابي فقد تعلمت من الغربة كثيراً تعلمت أن اعتمد على نفسي وأن أواجه مشكلاتي وأحاول حلها, تعلمت أن أخطط للمستقبل, أشياء كثيرة تعلمتها واعتقد أنها أضافت الكثير لشخصيتي.‏

أما ربه الحمداني طالبة في معهد اللغات فتلخص المشكلات التي تعترض الفتاة في الغربة بالبعد عن الأهل الأمر الذي يؤثر على الحالة النفسية للفتاة فمن المعروف أن البنت تختلف عن الشاب فارتباطها بأسرتها يكون أكبر واعتمادها على نفسها أقل لذلك عند مواجهة هذه التجربة للمرة الأولى تشعر الفتاة بالوحدة وبثقل هذه الغربة ولا يهون عليها هذه الأحاسيس إلا الهدف الكبير الذي تسعى لتحقيقه وهو تحصيل العلم لتعود بعد ذلك إلى وطنها إنسانة مسلحة بالعلم تساهم في تنمية مجتمعها ونهضة وطنها, وللغربة جانب مشرق إذا جاز التعبير فهي تكسب الإنسان خبرة اجتماعية هائلة من خلال احتكاكه بأنواع مختلفة من البشر وتعوده على تكوين رأي جديد فيمن يتعامل معه فمن خلال المواقف المختلفة تظهر حقيقة الناس وتتراكم الخبرات التي تسهم في نضج الشخصية.‏

تعتز بما حصلته‏

ليلى العقيباني كلية طب أسنان ترى أن المشكلات بسيطة والتجربة مفيدة لحد كبير فهي تصقل شخصية الفتاة وتعودها على اتخاذ القرارات الخاصة بها بحرية الأمر الذي يسهم إلى حد كبير في خلق جيل جديد من الأمهات قادر على تربية الأولاد وتنمية شخصياتهم كذلك نلاحظ أن الفتاة التي تغربت طلباً للعمل تعتز كثيراً بما حصلته من علم وتسعى لطلب المزيد وتطوير نفسها علمياً وعملياً فهي إنسانة تقدر قيمة هذا العلم وتقدر الثمن المدفوع لتحصيله, وهو ثمن كبير فالبعد عن الأهل وفراق الوطن من الأمور القاسية جداً على نفس الفتاة.‏

بينما آسيا الصالحاني هندسة عمارة تعتقد أن هذه التجربة أفادتها كثيراً ولم تكن هناك أية مشكلة فسورية وطنها وأهلها هم أهل لها أحاطوها بالرعاية والحب والحنان ولم تشعر للحظة بأي اغتراب.‏

رؤى المكي تدرس فنون جميلة ترى أن الغربة إحساس قد يشعر به الإنسان داخل وطنه فهو إحساس نفسي بالدرجة الأولى فهي ليست غربة مكان فقط, فاختلاف نمط الحياة التي تعودتها الفتاة قد يكون هو أبرز المشاكل ولكن مع التعود تصبح الأمور أكثر بساطة وطبعاً ما دام هناك هدف تسعى الفتاة لتحقيقه فلابد من تحمل سنوات قليلة بعدها تعود إلى وطنها وأهلها إنسانة ناجحة تحترم بلدها وتفيده بعلمها.‏

تجربة نافعة‏

أما نهى أبو رمان تعتقد أن أهم ما في تجربة الاغتراب هو ما تضفيه هذه التجربة إلى شخصية الفتاة حيث تصبح إنسانة إيجابية تتفاعل مع قضايا وطنها وتشعر بالالتزام والمسؤولية وبأهمية احترام الحرية الممنوحة إليها من الأهل فالأسرة ما زالت تجد صعوبة في انفصال الفتاة عنها ولكن ولأن العلم وطلبه فريضة على كل مسلم ومسلمة ولأن هذا الهدف من الأهداف السامية التي يجب ألا يتوانى الإنسان في تحصيلها ترضى بعض الأسر بسفر البنات, وعندما يكون هذا السفر إلى دولة مثل سورية تكون هناك مساحة من الاطمئنان تجعل الأسرة توافق على سفر الفتاة لإكمال الدراسة الجامعية عموماً تجربة نافعة أدعو الكثير من الفتيات لخوضها فهي تصقل الشخصية وتشعر الفتاة أنها شريك في بناء الوطن والمجتمع.‏

تعليقات الزوار

طالبة موفدة |    | 15/07/2007 11:47

موضوع يهم شريحة واسعة من الطلاب !! وكنت أتمنى من الأخ محمد أن يستعرض آراء طالبة موفدة إلى الخارج ومتزوجة تعيش مع زوجها وأولادها بالإضافة للدراسة!! ليكتشف عتبها الكبير والمؤلم على التشريع الذي يميزها عن الموفد !! حيث أن الجامعة تدفع لزوجة الموفد راتب شهري وتعوضها وأولادها بطاقات الطائرة ذهاباً وإياباً!! بينما زوج الموفدة وأولادها غير معنيين بذلك ولا يُعوضون ليرة واحدة!!!! علماً أننا دولة علمانية وننادي بالمساواة بين الجنسين ليل نهار!! لكن للأسف شعارات فقط!!! وانطلاقاً من مقالك سيد محمد أنا أسأل المعنيين : من الذي يحتاج إلى مساعدة في الغربة أكثر؟ الطالبة أم الطالب؟ هل التحصيل العلمي للموفد يتطلب وجود زوجته معه مع كل المحفزات أما الموفدة فتحصيلها العلمي أدنى مستوى ولا تستحق في سبيله أي شيء!!!! أتمنى إثارة هذا الموضوع لدى الجهات المسؤولة عسى أن ننصف بعد إنتهاء الإيفاد!!!!! وشكراً للثورة

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية