وفي سياق الزيارات واللقاءات المتبادلة على مستوى قيادة البلدين فان زيارة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهاين رئيس دولة الامارات العربية المتحدة الى سورية اليوم تكتسب اهمية خاصة منطلقة من ارضية العلاقات الحميمية وعمق العلاقات التي تمتد الى عقود طويلة مضت عززت التعاون والتنسيق والتآزر.
ولطالما كانت سورية سباقة في تعزيز العلاقات مع الاشقاء العرب لخدمة مصالح الامة حيث قام السيد الرئيس بشار الاسد بزيارة لدولة الامارات في 22 تشرين الثاني 2001 بحث خلالها مع صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان تعزيز العلاقات الثنائية واكد خلالها القائدان العربيان الكبيران عمق التعاون الاخوي بين البلدين وعلى اهمية السلام العادل والشامل في المنطقة ودفع مسيرة السلام بينما اكد سمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان وقوف الامارات الى جانب سورية من اجل استعادة حقوقها واراضيها المحتلة.
لقاءات القائدين الكبيرين
اما السيد الرئيس بشار الاسد فقد قدر المواقف القومية الاصيلة لدولة الامارات ودعمها للقضايا العربية ونصرة الحق العربي وعملها الدؤوب من اجل تحقيق التضامن والتآزر ووحدة الصف العربي مشددا على اهمية العمل العربي المشترك وتفعيل التضامن العربي في هذه المرحلة التاريخية.
وقد اسهمت اللقاءات بين قادة البلدين العربيين الكبيرين في ايجاد جو من التوافق والتطابق بين مواقف ووجهات نظر الزعيمين العربيين ازاء معظم القضايا الاساسية التي تشغل اهتمام الامة العربية والاسلامية خصوصا وان الزعيمين يتطلعان نحو هدف واحد هو الارتقاء باحوال الامة العربية والاسلامية وتمكينها من مواجهة التحديات الكبيرة.
واخر زيارة للسيد الرئيس بشار الأسد الى الامارات كانت في 17 كانون الاول 2006 حيث استقبله صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة وهي زيارة اسهمت في تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين في مختلف المجالات وجرى خلال لقاء القائدين العربيين الكبيرين بحث سبل التطوير العلاقات واستعراض اخر المستجدات على الساحتين الاقليمية والدولية .
وتم التأكيد على اهمية استمرار التشاور والحوار في كل ما من شأنه خدمة الامن والاستقرار في المنطقة وتعزيز التضامن ووحدة الصف العربي لمواجهة التحديات .
لقد اثمر هذا التوافق في وجهات النظر بين الزعيمين الكبيرين في تحقيق الكثير من النتائج التي كانت في صالح قضايا الامة العربية والاسلامية وفي مقدمتها التمسك بالحقوق العربية المتمثلة في انسحاب اسرائيل من جميع الاراضي العربية المحتلة وتأمين الحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني وعلى رأسها حقه في اقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
والاحتفاء بالعلاقات بين دولة الامارات وسورية هو اولا احتفاء بالعلاقات العربية التي تستلهم من التاريخ قيمها ومعانيها البعيدة والتي تشكلت على ضوئها وترعرعت في ظلها المواقف العربية الاصيلة واستمدت من السياق الزمني عنوانا للتطور الذي كفل حياة عصرية حرة ومستقرة تلقي بظلال التعاون في كافة الميادين السياسية والاقتصادية والثقافية وغيرها .
فاستمرارا للعلاقات المتميزة والفريدة التي تجمع بين دولة الامارات العربية المتحدة والجمهورية العربية السورية التي أرسى قواعدها ورعاها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله والرئيس الراحل حافظ الأسد جاء حرص صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة وأخيه الرئيس بشار الاسد في التواصل الأخوي ليس فحسب لتطوير الانجازات التي تتحقق ودعمها بلبنات جديدة تعلي صرح العلاقات بين البلدين في مختلف المجالات, لما فيه خير ومصالح الشعبين السوري والاماراتي والامة العربية جمعاء.
وتنعكس محصلة السنوات الماضية من التواصل والتفاعل بين البلدين على مانشهده اليوم من تلاحم استراتيجي وتفاهم ثنائي عميق عبر عنه الاهتمام الكبير الذي اولاه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة لتوثيق العلاقات الاماراتية السورية وتعزيزها خدمة للمصلحة المشتركة.
فصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان وأخوه الرئيس بشار الاسد يدركان عظم المسؤوليات تجاه الشعب والامة وقدما نموذجا عظيما للعطاء المتواصل وروحا حيوية مفعمة بالمحبة والنشاط وخاضا رحلة البناء والتنمية لمواكبة حركة التاريخ والعصر , وفق منهج واع ومتكامل تلاحمت فيه السواعد من اجل رفعة بلديهما.
ومنذ تولي الرئيس بشار الأسد المسؤولية قاد السفينة ببراعة ونقل العمل الوطني في سورية نقلة نوعية هائلة على درب والده العظيم حافظ الأسد , وبذل ومازال يبذل جهودا حثيثة من اجل امتلاك سورية كل مقومات التقدم والتطوير في مختلف ميادين الحياة في التعليم والتكنولوجيا والاقتصاد بفروعه وقطاعاته المختلفة .
ومن جانبه حرص صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة على التحرك باتجاه الاشقاء العرب عن فهم الجمهورية العربية السورية لتطوير ودفع العلاقات معهم وتفعيل التعاون والتنسيق والتضامن لرفع التحديات التي تواجه الامة العربية , وكانت لقاءات سموه مع الرئيس بشار الأسد بمثابة محطات هامة قرن فيها الجهد بالممارسة لخدمة العلاقات المتينة بين البلدين وتعزيز التكاتف الثنائي وتعزيز الموقف العربي لخدمة المصالح المشتركة , حيث ماانفكا يعربان عن حرصهما الكبير على بذل كل جهد ممكن للوصول الى تضامن عربي فعال افضل مما كان عليه في السابق يحفظ للعرب حقوقهم ووجودهم ذلك بخلق موقف عربي ورؤية عربية موحدة.
وساهمت لقاءات القمة بين البلدين الشقيقين التي تميزت بالصراحة والتفاهم في اجواء ودية وروح أخوة عالية في فتح آفاق رحبة للتعاون المشترك في كافة المجالات وتنسيق المواقف والرؤى في سياسة الدولتين تجاه القضايا الاساسية على الساحتين العربية والدولية , وتوضيح مدى الاهتمام الذي توليه قيادات كلا البلدين للتباحث حول سبل دفع وتطوير العلاقات الثنائية بينهما والتشاور وتنسيق المواقف وطرح المبادرات فيما يستجد على صعيد التطورات الدولية والاقليمية .
وللتأكيد فإن الالتقاء بصورة مستمرة ومتواصلة لتناول سبل تعزيز العلاقات الاخوية والارتقاء بها لما فيه صالح الشعبين الشقيقين وتقييم الاوضاع العربية بأبعادها المختلفة , اصبح تقليدا طيبا تحرص القيادتان على مواصلته لما له من من نتائج مثمرة وانعكاسات حميدة ولا شك ان هذه اللقاءات تدشن لمرحلة جديدة في تاريخ العلاقات المتنامية بين سورية ودولة الامارات العربية المتحدة , كما تحمل دلالات كبيرة على عمق الروابط بين البلدين وعلى طموحات الجانبين وتطلعاتهما في الاستمرار بتطوير هذه العلاقات نحو الامام ومدها بأسباب التقدم الدائم.
الزيارات والمشاورات
ان مايميز العلاقات الدبلوماسية بين دولة الامارات وسورية تلك الزيارات الرسمية المتبادلة التي سمحت ببحث مختلف الصيغ والاطر لارساء دعائم متينة تقوم على اساسها المشاورات في القضايا ذات الاهتمام المشترك, وتنسيق المواقف والمبادرات فيما يطرح وما يستجد على الصعيد العربي الاقليمي والدولي بوضوح الرؤية والصراحة والطرح الايجابي .
وقد شاركت دولة الامارات العربية المتحدة رسميا وشعبيا في عزاء سورية بققدانها زعيمها التاريخي حافظ الأسد وقام صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بتقديم أحر التعازي واصدق المواساة للرئيس بشار الاسد وأفراد أسرته الكريمة وحكومة وشعب الجمهورية العربية السورية . وأعرب صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان خلال لقائه مع الرئيس بشار الاسد عن اسفه لرحيل الرئيس حافظ الأسد حيث فقد العالم العربي برحيله زعيما كبيرا وقائدا حكيما ومناضلا مخلصا وفيا لوطنه وشعبه وامته العربية كما فقدت الامارات بوفاته صديقا عزيزا وأخا كريما حافظا للعهد.
كما أكد سموه ان فقدان الاسد خسارة كبيرة على ساحة النضال العربي مشيرا الى جهاده المتواصل في سبيل الحق .
اللجنة الإماراتية السورية المشتركة
اجتمعت اللجنة الاماراتية السورية المشتركة في حزيران 2006 بدمشق وتمخض عنها التوقيع على محضر الاجتماع الذي ضم الاتفاق المبدئي على تسع وثائق شملت , الاتفاق على اعداد مشروع مذكرة تفاهم للتعاون في مجال اتفاقيات منظمة التجارة العالمية , واتفاقية تعاون وتبادل اداري بين ادارتي الجمارك في البلدين من اجل التطبيق السليم للتشريع الجمركي ومنع تداخل المخالفات الجمركية والبحث عنها ومعاقبة المخالفين ومذكرة تفاهم لتفعيل اتفاقية موقعة عام 2002 بين وزارة الاتصالات في سوريا ومدينة دبي للانترنيت.
اما في مجال العمل فقد تم بحث تنظيم استخدام العمالة السورية في دولة الامارات العربية المتحدة وتم التوصل الى الصيغة النهائية لهذه الاتفاقية .
العلاقات الاقتصادية
يشكل البعد الاقتصادي في العلاقات الاماراتية السورية رافدا هاما لها ودافعا في اتجاه ترجمة التوافق والمشاعر الى مشاريع وانجازات واتفاقيات في ميادين شتى, وهو الامر الذي حصل فعليا على مدى العقود الثلاثة الماضية .
وقد وقعت اتفاقيات للتعاون الاقتصادي والتبادل التجاري والتقني منذ 1999 واتجه التعاون الاقتصادي بين البلدين الى منحى تصاعدي خاصة بعد التوقيع في نيسان 2000 على اتفاقيتي منطقة التجارة الحرة والتعاون الاقتصادي لدعم العلاقات والتعاون .. ووقعت اتفاقية تشجيع وحماية الاستثمارات لتهيئة المناخ الاستثماري الجديد بين سورية والامارات وكذلك اتفاقية تنظيم النقل الجوي. واتفاقيات للتعاون الثقافي والاعلامي والقضائي والصحي كل ذلك في اطار تعزيز العلاقات وتدعيمها بما يمتن اواصر الاخوة والمواقف المشتركة لقيادة البلدين الشقيقين والشعبين الشقيقين السوري والاماراتي.