وما يزيد الوضع سوءاً عدم تقيد الوحدات الإدارية بالأنظمة والقوانين الصادرة عن الجهات ذات الصلة, وفي بحثنا هذا نتناول قرى رساس وجديا والثعلة ومنطقة الكوم وظهر قاسم والمقوس, ففي قرية رساس نجد مياه الصرف الصحي لقرى الكفر وسهوة بلاطة ورساس تغمر الأراضي المزروعة بالقمح والشعير والحمص والمحاصيل الحقلية وتتلف كميات منها وذلك لعدم وجود مكان لتجميع هذه المياه أما السبب الآخر للتلوث فهومكب النفايات الصلبة لمدينة السويداء, والذي يؤثر بشكل مباشر على البلدة من خلال حرق النفايات.
إن عمليات الحرق في مكب المدينة يؤثر سلباً على صحة سكان الكوم ووعرة المجيدل وظهر قاسم ورساس وسهوة البلاطة والرحا وكناكر والثعلة بسبب سحب الدخان الكثيف الناجم عن حرق النفايات وذلك رغم التعميم الصادر عن محافظة السويداء رقم 1131/و1/10 تاريخ 26/6/2006 القاضي بعدم معالجة النفايات الصلبة بطرق الحرق حيث أكد على أن تتم المعالجة بطرق الطمر.
المواطنون أكدوا معاناتهم في عريضة مقدمة إلى مكتب الثورة بالسويداء تحمل مايزيد على 174 اسماً وتوقيعاً وأضافوا أنهم محرومون من فتح النوافذ صيفاً وأن هناك كلاباً شاردة تعيش على مخلفات مسلخ السويداء, وفي لقاءاتنا مع المواطنين قالوا تقدمنا بكتب عديدة إلى المعنيين في المحافظة تتضمن نقل هذا المكب إلى مكان مناسب بعيداً عن مناطق السكن والنتيجة عقيمة.
وفي قريتي سليم والمجدل يشكو المزارعون من ظاهرة تفريغ مياه الصرف الصحي من الصهاريج بشكل عشوائي على جانب الطرقات وهذه الصهاريج قادمة من خارج المحافظة. وفي نفس السياق نجد أن الرمي العشوائي للنفايات الصلبة في مكب قرية جديا لوث بيئة المراعي( كون المنطقة مراعي لماشية أهل البلدة) وتسببت النفايات وأكياس النايلون بنفوق بعض رؤوس الأغنام بدليل وجود الأكياس في جوفها, هذا عدا أسراب الذباب والبعوض في المنازل.
وفي قرية الثعلة يستمر تدفق المياه الملوثة ضمن مجرى وادي الثعلة الذي يخترق البلدة مكشوفاً ناشراً الروائح الكريهة والبعوض بين المنازل ماجعل السكان يتقدمون بشكاوى إلى مديرية البيئة لحل مشكلتهم. مديرية البيئة وبعد كشفها على الموقع في المقوس أكدت في تقرير لها وجود كميات كبيرة من مخلفات المواشي والمخلفات المنزلية وحذرت من حدوث أمراض نتيجة ذلك, دون اتخاذ أي إجراء من قبل البلدية واقترحت توجيه تنبيه لمربي الماشية وأخذ تعهد خطي بعدم ترك ماشيتهم ترعى في المكان وعدم رمي المخلفات المنزلية والحيوانات النافقة حول المنازل, وفي نفس السياق وجهت المديرية الكتاب رقم 226/ص تاريخ 13/6/2007 إلى محافظة السويداء تطلب فيه مساعدة بلدية الثعلة في توفير المواد اللازمة لمكافحة الحشرات عن طريق رش المبيدات الحشرية وخصوصاً على مجرى الوادي ضمن القرية .
سلام الشمندي مدير الصرف الصحي بالسويداء قال: كان من المفترض أن تسلم دراسة محطة معالجة مياه الصرف بتاريخ 1/7 /2007 لكنها تأجلت إلى شهر 11/2007 وسيتم إدراج المحطة في خطة عام 2008 ومدتها 18 شهراً علماً أن تأخير الدراسة من شركة الدراسات.