تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


لوحات بيكاسو تستثمر صناعياً ....?

عن نوفيل اوبسرفاتور
شؤون ثقافية
الأحد 15/7/2007
ترجمة مها محمد

بعد اثنين وثلاثين عاماً على غياب الرسام الكبير , أعماله التي سحرت شعوب العالم تثير أيضاً جشع التجار وهاهم يتخاطفون بصماته بسعر الذهب .

مئة عام على ظهور لوحته (آنسات أفينيون) التحفة التي رسمها بيكاسو بين نهاية عام 1906م وآذار 1907م تعرض حالياً في معرض نيويورك ( موما) تحيط بها لوحات وأعمال أخرى تم إحضارها من متحف بيكاسو في باريس , هذه اللوحة من مقتنيات المتحف الأمريكي منذ عام 1939م ومسجلة على قائمة الأعمال التي ترفض المؤسسة عادة إعارتها رسمياً وتحاول الاحتراز من الضغوط المحتملة والطلبات العديدة على هذه اللوحات التي يمكن اعتبارها المنطلق لابتكار الاتجاه التكعيبي في الفن الحديث, هناك أيضاً لوحات عادية تتوسط العرض وستبقى ( آنسات أفينيون) حتى 27 آب إذ تلقى اهتماماً خاصاً وتشهد إقبالاً جماهيرياً كبيراً من سائحين وأفواج من الطلاب يفترشون الأرض أمام اللوحة لسماع شروحات أساتذتهم لأن هذه اللوحة تعتبر نقطة فاصلة في تاريخ الفن الحديث. وفي جادة مجاورة هناك قاعة عرض مدهشة (بيس والدنستاين ) أيضاً تعرض لوحات بيكاسو وجورج براك والتأثيرات التي تركتها المدرسة التكعيبية في السينما وفي الصالة شاشة عرض تعرض أفلاماً من الأرشيف عن أعمالها في بداية القرن العشرين ولوحات خاصة لبيكاسو وبراك تظهر مغامرات رائدي التكعيبية المخبأة في متحف الفن في شيكاغو فهل يعاود الأمريكيون اكتشاف بيكاسو ? هم لم ينسوه أبداً مثلهم مثل غيرهم من شعوب العالم والملفت أن سوق نيويورك غرقت بالنشرات والمطبوعات عنه ففي العام 2007م ومن بين أربعين معرضاً نظم لبيكاسو في جميع أنحاء العالم كان منها عشرة في الولايات المتحدة وتسعة في اليابان وسبعة في فرنسا وأربعة في اسبانيا وثلاثة في إيطاليا وألمانيا , ولقد صدر للمناسبة أكثر من ستين مؤلفاً يتضمن نماذج من اللوحات والكتابات توضح مسار الإنجاز الفني الذي اتبعه بيكاسو في بداياته علماً أن القائمة لم تضع في حسبانها عشرات الآلاف من الكراسات والمنشورات الموجهة إلى الشباب والتي كانت تغير في أسمائها تحاشياً من المرور تحت مقصلة حقوق التأليف , أما مؤسسة بيكاسو في باريس التي تأسست عام 1995م وأعضاؤها هم ورثة بيكاسو (كلود , ماريانا, مايا , بالولما, برنارد) فقد أخذت حيطتها بالدفاع عن حقوق الملكية وعن علامة الصنع والتوقيع.‏

حقيقة يجب القول : إن اسم بيكاسو وصل إلى شهرة غير عادية , جهات عديدة تطلب الآن ترخيصاً لصناعات استهلاكية بتقليد رسوم لوحاته على منتجاتها والأمثلة كثيرة معمل أمريكي لصناعة الستائر اتصل مؤخراً بإدارة بيكاسو للحصول على تفويض بزخرفة الستائر , طلبات أخرى من استراليا لتصنيع طاولات طعام تزينها بعض رسوماته لكن حتى الآن لم يتم قبول هذه الطلبات , الصين حصلت على رخصة بإطلاق ماركة (كسارا -بيكاسو )على سيارات بيع منها حتى الآن حوالي مليون ونصف سيارة في آسيا والبرازيل واوروبا , إنها هبة السماء لورثة بيكاسو الذين رفضوا الكشف عن قيمة العقد بينهم وبين شركة سيتروين الفرنسية عقد آخر تم إبرامه بينهم وبين جماعة ستيف واين مالكي مجمعات وفنادق لاس فيغاس يخول هؤلاء استخدام صور للوحات شهيرة منها ( المرأة الجالسة ) و(طفل مع حصان بعجلات) لقاء مبالغ كبيرة , إذاً وأكثر من أي وقت مضى يسطع اسم بيكاسو في سماء الفن والتجارة معاً فقد سجل المتحف الذي يحمل اسمه في باريس رقم مبيعات مدهشا ارتفع إلى 269 مليون يورو عام 2006م حيث يتم توظيف رسوماته في العديد من المنتجات الاستهلاكية الشيء الذي يجعل هذه المنتجات مرغوبة ومطلوبة بكثرة من الجمهور رغم ارتفاع أسعارها ويبدو أن هذه المنتجات تلقى رواجاً أكبر في الولايات المتحدة الأمريكية , وهذه الضجة التي ترافق معرضه المقام حالياً في شيكاغو تأتي بعد أن حققت لوحته ( دورا مار والقطة) رقماً قياسياً في المبيع حيث بيعت بمبلغ 95 مليون دولار وكادت لوحته الشهيرة (الحلم ) أن تباع بمبلغ 140 مليون دولار لولا تعرض اللوحة لثقب صغير أدى إلى التريث في الأمر على الرغم من ترميمها وإعادتها إلى ماكانت عليه , في العام 2008م سيخصص المتحف معرضاً خاصاً للتكعيبية وآخر لحوار بيكاسو - ريتشارد سيرا ومن ثم سيكون له دورة حول العالم .‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية