وتبدو الشهب آتية من جهة كوكبة الأسد، وأن التوقيت الأفضل للرصد من بعد منتصف الليل ،وتكون ظروف الرصد ممتازة ، وتبلغ ذروة هذا الحدث الفلكي عند الساعة الرابعة صباحا.
وشهب الأسديات عبارة عن جسيمات متناهية الصغر تنطلق من جهة برج الأسد،ولا علاقة للمجموعة النجمية بها ، لأن المجموعة تبعد مئات الآلاف من السنوات الضوئية بينما احتكاك الشهب يحصل في غلافنا الجوي الأرضي،ويطلق علماء الفلك مجازا على زخة الشهب الآتية من موضع ما في السماء اسم المجموعة النجمية التي تظهر من جهتها.
وشهب الأسديات تيار دوري من الشهب مركزه برج الأسد،ويرى في الفترة من 14 إلى 20 تشرين الثاني،ويبلغ أقصى شدته في 17 و18 تشرين الثاني,وينشأ هذا التيار من المذنب ،وقد أنتج التيار على فترات زمنية تتراوح بين 33 و 34 سنة أكبر عدد من الشهب.
حدث ذلك في أعوام 1799, 1833, 1866, ثم انخفض بعد ذلك بشدة كمية ما ينتج من شهب, وربما انحرف تيار مسار الشهب بعيداً عن مسار المذنب الأصلي, وعادت الأسديات إلى الظهور ثانيةً في عام 1966 بغزارة تصل إلى 40 شهاباً في الساعة الواحدة.
وشهب الأسديات من مخلفات المذنب( تمبل – تتل)وتتكون من مليارات ذرات الغبار والثلوج تظهر كشهب حين تخترق الغلاف الغازي لكوكب الأرض تتراوح سرعتها من 12/كم لتصل حتى 71/ كم في الثانية الواحدة واللمعان 2.5،وتظهر الشهب على بعد 120 كم في السماء وباختراقها للغلاف الأرضي تحترق وتذوب رمادا على شكل خط مضيء في السماء لتنتهي معظمها على بعد /60/كم عن الأرض.
والمذنب الأب لشهب الأسديات تمبل – توتل ( Tempel-Tuttle) تم اكتشافه عام ( 1866) على يد عالمين فرنسي وأمريكي،لكن ذيله يقطع مدار الأرض سنويا واقرب مرور له قرب الشمس كان خلال شهر شباط عام 1998 .
ويدور حول الشمس مرة كل 33 سنة ، لذا فإن زخات شهب الأسديات تصبح عاصفة كل 33 سنة، إذ إن معدل الشهب يكون أكبر بكثير من المعدل السنوي لها،و قد يصل إلى ألفي شهاب كل ساعة في حالات الرصد المثالية.
وهناك مصطلح مهم يتعلق برصد الشهب وهو المعدل الساعي السمتي ويعني عدد الشهب التي يمكن رؤيتها خلال الساعة فيما لو كانت نقطة الإشعاع في السمت ، وظروف رصد مثالية .
وأهم عاصفة تم رصدها للأسديات فكانت عام 1999 ولحسن حظنا كان توقيت الذروة مناسباً في بلاد الشام ، بعكس ما كان في أوروبا و أمريكا و أستراليا.