كان لهم بصمات واضحة في كل المجالات منذ بداية هذه الأزمة التي نتمنى أن ننتهي منها بأقرب فرصة ليعود الأمن والأمان إلى ربوع سورية ..
فمن كل الفئات والأعمار ولاسيما في مرحلة الثانوية والجامعية كانوا كخلية نحل يتبارون للمساعدة وتقديم كل ما لديهم من طاقة من اجل عودة الهدوء والاستقرار إلى بلدهم الحبيب..
ومن اجل إلقاء الضوء اكثر على الأعمال التي يقدمها الشباب كان لنا لقاء مع السيد علي أبو فرح في ناحية صحنايا حيث تحدث قائلا: إن اغلب الشباب الذين يساهمون في الحملات التطوعية هم حملة شهادات جامعية ففي ظل هذه الأزمة التي نمر بها أتى إلى هذه المنطقة المئات من الأسر المتضررة من العصابات الإرهابية في المناطق المجاورة فكان لابد من قيام هؤلاء الشباب بحملات تطوعية وبالتعاون مع الجمعيات الخيرية وشعبة الهلال الأحمر والمجلس المحلي والفعاليات الأهلية والاجتماعية والاقتصادية لعمل كل ما يستطيعون لتوفير الراحة والأمان لهؤلاء الأسر مثل تأمين سكن و توفير الاحتياجات الأساسية لهم وقد بلغ عدد الذين قمنا باستقبالهم حوالي 2000-3000 أسرة وافدة متضررة من العصابات الإرهابية وقمنا بتأمين سكن لمدة معينة وبعضهم ممن لديهم الإمكانية المادية استأجر وكل هذا يكون تحت إشراف الفرقة الحزبية في المنطقة التي تعمل ليل نهار من اجل مساعدة الناس ليس السكن فقط بل في تامين المستلزمات الضرورية الأخرى ولاسيما وإننا على أبواب الشتاء فكان لابد من تأمين مادتي المازوت والغاز وهنا يقوم الشباب بتنظيم الدور وتوزيع هاتين المادتين بشكل عادل على المسجلين لدينا بالتعاون مع المجلس المحلي الذي عليه تامين هذه المواد الأساسية.
إلى جانب قيامهم بتنظيم الدور و توزيع المواد التموينية الرئيسية مثل مادة الرز والسكر (وخلال قيامنا بإجراء اللقاء كان المواطنون يأتون للتسجيل من اجل تلك المواد لديهم ولذلك استغللنا الفرصة بتوجيه سؤال عن مدى توفر هذه المادة فأجاب إن المادة متوفرة بشكل كبير ولكن هناك بعض الصعوبات في تأمينها عن طريق محطات الوقود ونحن نعمل من اجل حل هذه المشكلة).
وأضاف قائلا : إن هذه المنطقة هي صورة عن سورية وعن المجتمع السوري المتحاب والمتراص في وجه هذه الأزمة الشرسة فالوطنية هي السمة الأساسية في التعامل بين الجميع فمجتمعنا هو عبارة عن نسيج متماسك تحت راية القائد والوطن ولن نسمح لأحد أن يفكك هذا النسيج أو يمزقه فنحن نقوم بكل واجباتنا تحت علم الوطن ومستعدون لفتح بيوتنا وقلوبنا لأي مواطن سوري.
وكان لنا لقاء مع الأستاذ محجوب رفاع رئيس مجلس أشرفية صحنايا وكان في اجتماع مع الجمعية الخيرية وأعضاء من مركز الرائد الصحي وقد أفادنا بان الأسر المتضررة قد أمنت لها إقامة في الجوامع وعند الأهالي واغلب المتطوعين هم شباب متحمس من هذه المنطقة يعمل بلا كلل ولا ملل وبكل حب وذلك بإشراف المجلس المحلي ووحدة الهلال الأحمر في صحنايا التي تضم 30 شابا وشابة من كافة فئات المجتمع حيث يقومون بتوزيع الملابس والمؤن للأسر المتضررة من العصابات الإرهابية بالإضافة إلى المواد الضرورية .
وفي مركز الرائد الصحي وهو مركز هام وفعال في المنطقة ويديره الدكتور رائد زيدان فقد تحدثت الدكتورة أمل خالد واضوح المسؤولة عن برنامج الدعم الصحي والنفسي لمناطق الإيواء بالتعاون مع المركز الصحي وبإشراف الاتحاد العام النسائي والوحدة النسائية في المنطقة والمفوضية العليا لشؤون اللاجئين والجمعية الخيرية قائلة: إن الدورة التي تستمر 3 أشهر وهدفها رفع مستوى الوعي الصحي للسيدات من الأسر الوافدة وتقديم الدعم الصحي لهن وبمشاركة من الشباب والشابات وضمن برنامج محدد وأردفت : إن عدد المشاركين في هذه الدورة 16مشاركا من الجنسين والأعمار بين 18-40 سنة تضمنت جلسات توعية للصحة الإنجابية وتنظيم الأسرة والخدمات الطبية الواجب إتباعها في الأزمات.
وقد حدثتنا الآنسة رهف محرز وهي مدربة إسعاف أولي ومسؤولة عن الوحدة النسائية في المنطقة إن الدورة التي أقيمت منذ فترة في مركز الرائد الصحي والتي عنوانها الإسعافات الأولية قد لاقت إقبالا من الأهالي ومن كل الفئات العمرية وبلغ عددهم حوالي 240 متدرباً والهدف منها وجود شخص في كل بيت ملم بالأمور الاسعافية ومدة هذه الدورة بين 20 يوما وشهر وهي تحت إشراف وزارة الدفاع وضمن القواعد المرعية في وزارة الصحة .
وبالإضافة إلى هذه الحملات التطوعية سواء في المجال الصحي أو في تامين الاحتياجات للأسر المتضررة كان هناك في زوايا أخرى ورشات عمل تقوم فيها فعاليات الشباب وبالتعاون مع الأندية الرياضية فكان هناك ورشة عمل في إعداد الممثل يقوم بها عدد من المتخصصين في هذا المجال لمن يرغب من الشباب الذين يميلون إلى التمثيل وفي جانب آخر هناك ورشة عمل للرسم تحت اسم عائلتي وهي دورة مجانية تقوم بتعليم الأطفال ولمن يرغب الرسم وتقام هذه الورشات بشكل مجاني من اجل إتاحة الفرص لأكبر عدد من الشباب للتعلم فيها.