(آمل أن يعي الجميع التزاماته في إطار اتفاقيتي آستنة وسوتشي ويواصلوا العمل في هذا الإطار وكأنه هو من نفذ تعهداته ولم يتهرب منها، أو لم يوغل نظامه ومرتزقته في سفك دماء المدنيين، متجاهلاً عن قصد وعمد أنه ارتكب كل ما من شأنه إطالة أمد الأزمة، واحتلال الأراضي، وتهجير السوريين من بيوتهم، ولعل الأهم دعم إرهابييه، وتأمين أدوات عدوانهم.
المحتل التركي حاول ملياً أن يجد الذرائع والمسوغات لحماقاته وعملياته العدوانية في سورية، فادعى أردوغان أنها (من أجل ضمان أمن بلاده وشعبه وأمن أشقائه في إدلب)،و عزف كل من مولود تشاوويش أوغلو وخلوصي أكار على ذات الوتر، الأمر الذي لا يثير الاستغراب على الإطلاق، فالنظام التركي يتحدث بلسان إرهابييه، الذي كان ومنذ اللحظة الأولى الضامن الرئيسي لوجودهم وبقائهم، وهو عندما يتحدث عن أمن بلاده المزعوم، فهو يقصد أمن جيوبه وخزائنه، ولا سيما إذا ما نظرنا بعين الاعتبار إلى أنه يعتاش على النفط والغاز والآثار والمعامل السورية المنهوبة التي سرقتها مرتزقته بإيعازات مباشرة منه.
ويبقى المضحك ما قاله حامي (النصرة والدواعش) بأنه سيستخدم حق الدفاع المشروع في حال وقوع اعتداءات على جنوده) فعن أي دفاع يهلوس وهو الغازي والمحتل، ووجوده على الأراضي السورية مخالف لكل المواثيق الدولية، وعن أي جنود يتبجح، وهم لا يعدو كونهم قوات احتلال، ومن حق الدولة السورية والجيش العربي السوري أن يتخذا كل الإجراءات الكفيلة بتحرير التراب السوري من رجسهم وأدواتهم المأجورة على الأرض.
من يلعب بالنار لا بد أن تحرقه، فكيف بمن يشعلها؟ وكيف بمن ينفخ فيها ليزيد أوارها؟ ولكن أردوغان على ما يبدو لم يع ذلك بعد، و ستدور الدوائرعليه، ولو بعد حين.