تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


حصة العرب من السياحة العالمية 7%.. تشــــجيع الســــــياحة البينيــــــة مخــــــرج مشـــــجع

اقتصاد عربي دولي
الأحد 6-6-2010م
قاسم البريدي

أفادت منظمة السياحة العالمية بأن حصة الوطن العربي لا تتخطى 7% من إجمالي السياحة العالمية ، و الحل الأساسي لتجاوز هذه النسبة هو ضرورة قيام الوزارات والهيئات السياحية بالدول العربية بمراجعة خطط عملها.

ويثير هذا الرقم المنخفض الدهشة لدى المختصين نظرا لأن المنطقة العربية تحفل بتنوع شديد الثراء على صعيد تباين المقاصد السياحية التي تمتلكها علاوة على الطبيعة التي تنفرد بها واحتوائها مراكز أثرية وثقافية تؤرخ لحضارات إنسانية طالما بهر بها العالم الغربي.‏

و هذا الإخفاق الملحوظ يرجع لعدم الإدراك التام لأهمية و قيمة السياحة التي تعد قطاعاً حيوياً من شأنه الارتفاع بالمنظومة الاقتصادية لأي بلد حيث تتداخل فيها 15 صناعة أساسية أخرى.‏

معوقات ..وآمال‏

أصبحت السياحة في البلاد العربية أحد الموارد المهمة في تنمية الدخل الوطني، والتحول نحو موارد بديلة ودائمة عن الثروة البترولية الناضبة غير انها لا تزال تعيش عدة معوقات تجعلها بعيدة عن طموحها‏

وتعتبر السياحة البينية العربية مثالا صارخا عن حجم المعوقات للتنقل بين الدول العربية لعدة أسباب في مقدمتها الروتين الإداري و نظام التأشيرة المفروض بين هذه الدول حيث ترفع بعض سفارات الدول العربية شعار المعاملة بالمثل، وهذا الشعار يجب إزالته من خلال تقديم تنازلات معينة.‏

والمعوق الثاني يتعلق بالأسعار غير المشجعة للسائح العربي، فالسائح الأجنبي يدفع مبالغاً زهيدة مقابل الأسعار المطلوبة من السائح العربي، خصوصاً أسعار الفنادق، وهذا ما يلمسه صناع السياحة العربية، من خلال الأسعار التي تعرض عليهم.‏

كذلك حركة الطيران بين الدول العربية يجب أن تخضع لسياسات استراتيجية لتكثيفها من خلال تخفيض أسعار الوقود ورسوم المرور والهبوط والتوقف.. الخ، وهو ما سينعكس على سعر بطاقة السفر ويجعلها في متناول الجميع، ما سيزيد من الطلب على السفر والسياحة بين الدول العربية.‏

وفي السنوات الأخيرة التي تلت أحداث 11 أيلول ازداد بشكل ملحوظ توجه الخليجيين إلى السياحة داخل البلاد العربية ما أعطى فرصة جيدة للسياحة البينية العربية المنخفضة نسبيا والتي تشكل حاليا 42% ، مقابل 88% للسياحة الأوروبية البينية حسب تقديرات منظمة السياحة العالمية، ورغم أن المنطقة العربية من المحيط للخليج تعد كتلة سياحية متكاملة إلا أن خدماتها وبنيتها الأساسية السياحية ما زالت غير متكاملة حتى الآن وهو ما ترجمته الأرقام إذ يبلغ عدد السياح حول العالم نحو 850 مليون سائح و نصيب الدول العربية 27 مليونا فقط، في وقت تعد فيه السياحة ثالث أكبر مصدر للدخل في معظم دول العالم كما أنها توظف 17.5% من العمالة العربية.‏

بطاقة السائح العربي‏

ومن جانب آخر فإن حزمة هامة من المشروعات تسعى المنظمة العربية للسياحة إلى تحقيقها ومنها مشروع بطاقة السائح العربي وتقوم فكرته على استصدار بطاقة الكترونية تغني عن حمل جواز سفر، وتحمل كافة البيانات الشخصية وتفسح له المجال أمام حرية التنقل والترحال بين الدول العربية وسهولة الربط بين المطارات فضلا عن تيسير المجال للإقامة بالفنادق دون الاضطرار للوقوع تحت طائلة الإجراءات الأمنية المعقدة.‏

كما أن المنظمة العربية للسياحة حققت على أرض الواقع العديد من الإنجازات التي تتعلق بتنمية الموارد البشرية العربية المتخصصة بقطاع السياحة وذلك من خلال حملة من الدورات وورش العمل التي عقدتها في دول عربية مختلفة بالتعاون مع وزارات وهيئات السياحة بتلك الدول ومنظمات دولية.‏

كذلك اعتمد المكتب التنفيذي للمجلس الوزاري العربي للسياحة في ختام اجتماعاته مطلع الشهر بالإسكندرية مجموعة من التوصيات في إطار استراتيجية تطوير السياحة العربية للنهوض بها باعتبارها الداعم الأساسي للتنمية الاقتصادية وتساهم في تحقيق نقلة نوعية ورفع المستوى الاقتصادي للشعوب العربية.‏

الإسكندرية ..ومتابعة قمة الكويت‏

ويبدو أن الاجتماع الثالث عشر لمجلس وزراء السياحة العرب يوم الأربعاء الماضي في مدينة الإسكندرية وتدشينها كعاصمة للسياحة العربية لعام 2010، يبدو أنه علامة تفاؤل جديدة في إطار الجهود لرفع معدلات التنمية السياحية العربية نظراً لما يمتلكه الوطن العربي من مقومات جذب سياحية متنوعة.‏

وتعود أسباب التفاؤل إلى ما ناقشه وتبناه المجلس من برامج ومشاريع الاستراتيجية السياحية العربية، ومنها برامج تطوير التدريب والتعليم السياحي، وبرامج تنشيط الاستثمار العربي في المشاريع السياحية، وبرامج التنمية السياحية للمجتمعات الأقل حظاً للحد من الفقر والبطالة، إضافة لمناقشة المحاولات الإسرائيلية لاستخدام المواقع التراثية في الأراضي الفلسطينية المحتلة للترويج لرحلات سياحية إلى إسرائيل.‏

وأكد وزراء السياحة العرب على متابعة تنفيذ الشق الخاص بالتنمية السياحية في قرارات القمة العربية الاقتصادية والتنموية والاجتماعية التي عقدت في الكويت في كانون الثاني 2009، وفي مقدمتها زيادة مساهمة السياحة العربية في تنشيط أداء الاقتصاديات العربية بتشجيع السياحة العربية البينية، وتنمية الكوادر العربية العاملة في صناعة السياحة وتأهيلها، وتشجيع مراعاة مفاهيم السياحة المستدامة لحماية المقومات السياحية التي تتمتع بها الدول العربية، وتأمين المناخ الملائم للاستثمار في القطاع السياحي لتشجيع القطاع الخاص العربي على زيادة استثماراته في المشاريع السياحية.‏

Kassem58@hotmail.com

تعليقات الزوار

أنس الخن نادي الشام للسياحة البيئيةAnaswakk@yaho.  |  anaswakk@yahoo.com | 06/06/2010 12:05

مشكلة العرب هي مع أنفسهم..فحتى قبل أن نحلم بتنامي التبادل السياحي البيني العربي، يجب علينا أن نراجع واقع السياحة الداخلية في كل بلد عربي..وطالما أن السياحة الداخلية لا تزال تعاني، والسائح الأجنبي يعرف عن تراث وآثار ومعالم وطبيعة كل بلد عربي أكثر مما يعرفه ابن البلد نفسه، فذلك يعني أننا غير قادرون من باب أولى على الارتقاء بالسياحة العربية البينية. فإذا لم نسهل لابن بلدنا ترتيبات السياحة الداخلية ولم نسع لجذبه بطريقة محترمة وبأسلوب حضاري وخدمات معقولة، فلن نتوقع أن ننجح بجذب إخوانه العرب ليفضلوا مقاصدنا السياحية في كل بلد عربي على غيرها من المقاصد.

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية