وأكد أن ما سيصدر من قرارات عن هذه القمة سيكون من صلب ما تؤمن به سورية وقائدها الرئيس بشار الأسد, حيث سيكون المناخ الممانع والمقاوم هو العنوان الأبرز بعد فشل كل المبادرات. هذه المواقف كانت ل (النائب الداود) الذي التقته الثورة في بيروت وهذا نص الحوار:> ما أهمية انعقاد القمة العربية في دمشق ولا سيما في ظل التحديات والظروف التي تتعرض لها الأمة العربية?
>> أهمية انعقاد القمة العربية أنها أصبحت دورية, ومداورة بين الدول العربية حسب الحروف الأبجدية, بعدما كانت تعقد كل عقد ووفق حدث طارىء, وهذا يؤشر إلى أن القمة بدأت تأخذ طابع المؤسسة, وهذا ما كان يأمله العرب من تفعيل للجامعة العربية التي نشأت عام ,1945 وقبل التفكير في قيام الاتحاد الأوروبي.
أما انعقاد القمة العربية في دمشق في دورتها العشرين, فتكمن في أن الزعماء العرب يلتقون في عاصمة الممانعة والصمود, والدولة, التي لم تتنازل عن حقها الوطني في استرداد كل شبر من الأرض المحتلة, ولا عن الحق القومي العربي في خروج قوات الاحتلال الإسرائيلي من كل الأراضي العربية المحتلة, وتكمن الأهمية أيضاً أن القمة العربية ستعقد في سورية, بالرغم من محاولات نسفها أو تعطيلها أو إرجائها من قبل الولايات المتحدة الأميركية.
> ما المسّوغات الموضوعية التي تجدونها مناسبة لعقد قمة عربية بشكل عام طارئة أو دورية?
>> كما قلنا في السؤال الأول: إن أهمية انعقاد القمة العربية أنها أصبحت دورية, ولا بد أن تنعقد عند حصول أي طارىء, مثل العدوان الإسرائيلي على لبنان صيف 2006 حيث تمت الدعوة إلى قمة عربية استثنائية, أو عند حصول اعتداءات إسرائيلية واسعة في غزة والضفة الغربية, أو لبحث الوضع في لبنان, في ظل أزمة سياسية ودستورية, قد تعيد تفجير حرب أهلية ووقوع فتنة مذهبية وطائفية.
فالقضايا العربية كثيرة, والمشكلات كبيرة, ولا بد من قمة مصارحة ومصالحة, ووضع استراتيجية عربية موحدة, بمواجهة الأخطار التي تحدق بالعالم العربي, بدءاً من فلسطين, إلى محاولات تقسيم العراق وإشعال حرب مذهبية فيه إلى الوضع المتأزم في لبنان, وإلى التحريض الأميركي على إيران واعتبارها عدو العرب لا إسرائيل.
> ما الموقع الذي تحتله قضية فلسطين في انعقاد القمم العربية, خاصة بعد المحرقة الإسرائيلية التي تعرضت لها غزة منذ أيام?
>> كانت القضية الفلسطينية ويجب أن تبقى القضية المركزية للعرب, وهي تحتل دائماً البند الرئيسي والأساسي في كل القمم العربية, وكان آخرها المبادرة العربية.
وبعد المحرقة التي ارتكبتها إسرائيل في غزة, وهي تأتي ضمن سلسلة المجازر والمحارق التي قامت بها منذ العام ,1948 حيث أضافت إلى سجلها الدموي والعنصري (الهولوكوست) ضد الشعب الفلسطيني, حيث قتلت العشرات من الأطفال, ويجب أن يفرض الوضع في غزة نفسه على جدول أعمال القمة, وأن تصدر قرارات تكون بمستوى هذا التحدي الإسرائيلي لحقوق الإنسان وميثاق الأمم المتحدة التي لم تتحرك, وتتخذ قراراً بحق إسرائيل. وإذا لم تكن القمة العربية قادرة على الثأر للدم الفلسطيني, باتخاذ قرار يوقف التفاوض, ويعيد المقاطعة مع الدولة الدموية, فمعنى ذلك أن إسرائيل استطاعت تحقيق أهدافها.
> من الجهات التي ترونها مناسبة لحضور القمة وتمثيل لبنان فيها?
>> الجهة التي ترى أنها كانت يجب أن تحضر, هي رئاسة الجمهورية, لكن تعطيل الانتخابات من قبل الفريق الحاكم وحليفه الرئيس الأميركي جورج بوش, هو الذي منع حصول الانتخابات الرئاسية بسبب تعنت هذا الفريق على إعطاء المعارضة اللبنانية حقها في أن يكون تمثيلها في الحكومة مناسباً لتمثيلها في مجلس النواب, وهذا ما حرم لبنان من أن يكون حاضراً برئيس الجمهورية.
> ما توقعاتكم للنتائج والقرارات التي ستنتهي إليها القمة العربية في دمشق, في ظل الأجواء العربية والإقليمية الراهنة?
>> أتوقع أن تكون النتائج والقرارات من صلب ما تؤمن به سورية والرئيس الأسد الذي سيترأس القمة, حيث سيكون المناخ الممانع والمقاوم. هو المسيطر بعد فشل كل المبادرات وأن يتم تغليب الموقف العربي, وأن تخرج القمة بقرارات مصيرية وتاريخية, وأن يصدر عنها (إعلان) يؤكد الثوابت الوطنية والقومية, ولا أظن أن القرارات ستكون أدنى من سقف التأكيد على استرجاع الأرض المحتلة, وعلى حق الشعوب العربية بمقاومة الاحتلال, وعلى حق العودة للنازحين الفلسطينيين.
كما أتوقع أن تؤكد القمة العلاقة مع إيران كمساندة لقضايا العرب, وليست كعدو كما تحاول أميركا وحلفاؤها في المنطقة العمل بهذا الاتجاه, وتحويل الأنظار عن المواجهة والمقاومة للعدو الإسرائيلي ومخططاته التوسعية ومشاريعه الاستيطانية, وحرب إبادته ضد الشعب الفلسطيني والشعب اللبناني.