ويبدو أن خليفة متأثر بالموسيقا العالمية والعربية شأنه في ذلك شأن أي موسيقي في البدايات, عله في قادم الأيام أن يسلك خطا مغايرا مؤسسا لمدرسة خاصة فيه. أصدر في الفترة الأخيرة ألبومه (مطرز) الذي ضم ست أغنيات متنوعة بعضها مستوحاة من اللون البدوي وآخر من الشعبي, إضافة إلى الجاز, معه كان لنا هذا اللقاء:
- تؤكد في ألحانك على الهوية السورية لماذا اتجهت إلى ذلك?
-- طابع الألحان المستخدمة جديد ومعتمد على الموروث العربي والسوري, باعتبار أن المادة الأولية موجودة من خلال محبتي لموسيقا بلدي, ثم الاستفادة مما درسته سواء في المعهد العالي أم في فرنسا, فتجدني أهتم بملحنين كعبد الفتاح سكر وسهيل عرفة وزهير العيساوي ومحمد محسن الذين اعتبرهم المرجعية الأولى لألحاني, أما المرجعية الثانية فلدينا الألحان اللبنانية, والمصرية كالرحابنة والعمالقة المصريين, إضافة إلى اهتمامي بالموسيقا العالمية سواء الجاز أو الكلاسيكي المختص فيه, لكن أؤكد هنا أن ألحاني مهما كانت غريبة فستجد هناك نوعاً من الالتقاء بالموروث السوري, لأن هدفي العمل على أغنية سورية وتأكيد هويتها على المستوى العربي.
- كيف تجمع بين كتابة الكلمات واللحن والتوزيع الموسيقي ضمن روح واحدة?
-- هي موهبة من الله, لكن اعتمد بنفس الوقت على كتاب آخرين مجددين في الكلمة, مبتعدين عن الكلام المكرر والمجتر فكتبت كلمات (دقدق يامطر) و(سفر النرجس) و(صار الكلام) الخ, وبالتالي لدي اتجاه نحو كتابة الكلمة وخاصة الواقعية بمعنى الخروج عن العلاقة الرومانسية بين الجنسين في الماضي.
والبحث عن علاقة حقيقية جديدة بينهما بحكم المتغيرات والتطورات, فالحمد لله أنني قادر على تقديم أغنية متكاملة.
- البعض يتهمك بالتأثر بالمدرسة الرحبانية في بعض أغانيك?
-- أهم مدرسة غنائية ومسرحية وشعرية مرت على الوطن العربي هي المدرسة الرحبانية, وبطبيعة الحال هناك الكثيرون ممن تأثروا بها ولعل أكثر شخصية تأثرت فيها عاصي الرحباني بمفهوم المسرح الغنائي وأستفيد من هذه المدرسة في التأليف اللحني أو التوزيع الموسيقي الرائع لأغانيهم مع توافر القدرة على التحليل, وهدفي في المستقبل تشييد مسرح غنائي يحمل طابع الهوية السورية.
- الملاحظ غياب ملامح الجيل الثاني للأغنية السورية.. بماذا تفسر ذلك?
-- الأغنية السورية في مرحلة خطيرة الآن بحكم وجود مواهب كثيرة مع غياب التنسيق لدعمها, فلا بد أن تكون هناك منهجية لتأسيس فرق وأغان سورية حديثة, وإذا ما أحرزت الآن صحوة حقيقية لصناعة وطنية تعتمد على الموروث السوري سيكون مستقبلها النسيان حتما, بمعنى آخر يوجد ملحنون مصريون على مستوى عربي ولا يوجد جيل جديد يكمل مسيرة هؤلاء, فمن الضرورة إظهار أسماء جديدة متميزة لأن المهمة صعبة علينا نحن الشباب وبحاجة إلى دعم مادي كبير.
- ماذا عن مطرزات?
-- يحتوي ألبوم (مطرز) على ست أغان, ثلاثة منها من كلماتي وأغنيتان من كلمات الحارث وواحدة فلكلورية, الألبوم يتضمن عدة ألوان موسيقية ,فتجد الجاز والشرقي والشعبي البدوي الذي استوحيته من منطقة جنوب سورية ومن خلال متابعتي لكثير من الأغاني البدوية المتميزة, بعبارة أخرى الألبوم هو استعراض لكل أطياف الأغاني السورية.
- ما آخر مشاريعك القادمة?
-- أهم مشروع عندي هو فرقة (حرارة عالية ) ستقدم أغان سورية بأسلوب وتوزيع جديدين, وسيكون عنوان الحفل الأول (طفلة في الحب) مع وجود مغنين وعازفين على مستوى عال, هذه الفرقة هدفها إنجاز أغنية محلية وبحاجة إلى دعم مادي ومعنوي.