تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


صورة عتيقة لسورية متنوعة وفريدة

ملحق ثقافي
13/11/2012
تعود كنيسة قلب لوزة الواقعة في الجبل الأعلى، إلى القرن السادس. فصلت الركائز الضخمة بدل الأعمدة بين أبهائها الثلاثة. وكانت بيت حج للمؤمنين يقصدونها من كل حدب وصوب، وتضمّ حنيتها الشرقية وأبوابها ونوافذها أجمل النقوش والزخارف.

كنيسة رويحة الشمالية «كنيسة بيزوس» وتعود إلى القرن السادس وقد بناها بيزوس المدفون قربها في قبر حجري ذي سقف نصف كروي. وتمتاز الكنيسة بضخامتها وفتحات أقواس ركائزها الواسعة وزخرفة أبوابها.‏‏

ظهر بعد التنقيبات المتأخرة أن كاتدرائية الرصافة كانت تدعى»كنيسة الصليب المقدّس» وتعود إلى العام 559 م. وقد اكتشفت عام 1986 في أرضية الدير المجاور للكنيسة جرة تحوي ما سمّي « كنز الرصافة الفضي» وهو عبارة عن أوان وكؤوس وصحن ومبخرة مما يستعمل في خدمة القداس، ما يؤكد عيش المسيحيين مع أخوتهم المسلمين حتى دمرت الرصافة من قبل هولاكو عام 1259م.‏‏

‏‏

كنيسة قصر ابن وردان وتبعد 60 كم إلى الشمال الشرقي من حماه و100 كم إلى الجنوب من حلب. وبناء الكنيسة مؤرخ من عام 564م. وهي مثال فريد في سورية لطراز البناء الذي استخدمه جوستنيان حيث تم استعمال قطعة من القرميد المشوي تتناوب مع قطعة من الأحجار البازلتية «وهذا التناوب بين الأبيض والأسود يدعى بالأبلق» في بناء جدران الكنيسة والقصر ذي الطبقتين والثكنة المتهدمة. وكان هناك إطلالة في الطبقة العلوية للكنيسة قد تستعملها النسوة للمشاركة في القداس. ويبدو أن جدران الكنيسة كانت مغطاة بالفسيفساء.‏‏

كنائس بلدة الأندرين. وتقع على بعد 25 كم من قصر ابن وردان و85 كم جنوب حلب، وهي مدفونة في رمال البادية. وقد ذكر وجود 10 كنائس يتم الآن الكشف عنها وترميم ما يمكن ترميمه. ومن المعروف أن الشاعر عمرو بن كلثوم قد ذكر البلدة التي اشتهرت بالكرمة في معلّقته التي مطلعها:‏‏

ألا هبّي بصحنك فأصبحينا/ ولا تبقي خمور الأندرينا‏‏

وهناك كنائس أخرى في الجبال الجنوبية لسورية، مثل كنيسة شقرا التي لا زال يصلّى فيها، وكنائس أخرى في بصرى وقنوات والسويداء وإزرع وشقا والهيت والهيات وسواها. وهذا دليل على أن المنطقة تزخر بالأديرة والكنائس. إلا أن التنقيبات والأبحاث فيها هي أقلّ مما هي عليه في المنطقة الكلسية في الشمال. كما أن هناك كنائس في المنطقة الواقعة إلى الشرق من حماة وصوران، وإلى الجنوب الغربي من حلب. ولا ننسى التنقيبات التي جرت في حوض الفرات وفي أعالي الجزيرة وقد كشفت عن كنائس في دبسي فرج وتل البيعة قرب الرقة وسواهما.‏‏

توجد كنائس هامة في المدن الكبرى حديثة البناء نسبياً، لكنها بنيت على أنقاض كنائس أو مزارات قديمة تخلّف عنها أرضيات فسيفساء وسواها، مثل دمشق «بيت القديس حنانيا وباب القديس بولس «كيسان» ومزار مار بولس في الطبّالة والكاتدرائية المريمية..» وحلب «كنيسة مار ميخائيل في العزيزية وجد في أرضيتها عند بنائها أرضية فسيفساء كنيسة من القرن السادس حفظ جزء منها في دار السيد فتحي أنطاكي» وحمص «كنيسة السيدة أم الزنار وكنيسة مار اليان الحمصي..» وحماه «وجدت أرضية فسيفساء كنيسة من القرن الخامس بمساحة تزيد على 1200 متر مربع في أساسات كنيسة الروم الأرثوذكس التي أعيد بناؤها». وإلى الشمال من حماه وعلى مسافة 15 كم وجد في بلدة طيبة الإمام فسيفساء أرضية كنيسة الشهداء القديسين مؤرخة من عام 447 م أبعادها حوالي 30×20 م وتحوي أشكالاً هندسية ونباتية وحيوانات ومنظورات كنائس متنوعة. ونجد العديد من فسيفساء أرضيات الكنائس الموزّعة في أنحاء سورية، وقد جمعت في المتاحف المتخصصة أو المتاحف العادية مثل متحف أفاميا ومتحف معرّة النعمان ومتاحف دمشق وحلب وحمص وحماه والرقة والسويداء وإدلب.. بالإضافة إلى مجموعات الأيقونات البديعة التي تضمّها الكنائس والأديرة، ومن بينها مدرسة الأيقونات الحلبية بزعامة يوسف المصوّر وعائلته.‏‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية