ويمثّل هذا المهرجان فرصة سنويّة للفاعلين في الشأن السينمائي العرب والغربيين من ممثلين ومخرجين وكتاب سيناريو للتلاقي وتبادل الخبرات ذات الصلة.
ولعلّ ما يميّز هذه الدورة هو كثافة المشاركة العربية التي بلغت ثمانية أفلام درامية ووثائقية، إضافة إلى تكريم للسينما التونسية من خلال حضور تونس كضيف شرف، كما تُسجّل هذه الدورة مشاركة أولى للفيلم العراقي.
وعند حديثها للصحافيين في مفتتح هذا الحدث السينمائي، ذكرت مريتكسل بريجولات، منسقة الإعلام بالمهرجان، أن الغاية من هذا اللقاء الفني، الذي ترعاه منظمة «سوديباو» الثقافية بإقليم كتالونيا الإسباني، هي التعريف بالمنجز السينمائي لصناع الفن السابع من مبدعي ضفتيْ البحر المتوسط، والبحث في إيجاد سبيل إلى تفعيل حركة السينما المتوسّطية حتى تلبّي أفق انتظار الجمهوريْن العربي والغربي في الاطلاع على المشهد السينمائي الحديث. وقد خُصّص افتتاح المهرجان لعرض فيلميْن وثائقيين تونسيين أولهما «ناشطات» للمخرجة سونيا شامخي الذي كان نجم افتتاح مهرجان «أفلام وثائقية في تونس» في نيسان الماضي، والثاني «يوميات الثورة» لمخرجه حبيب المستيري، وقد كان شارك به خلال شهري كانون الأول 2010 وكانون الثاني 2011.» وذلك ضمن فعاليات احتفال الشعب التونسي بالذكرى الأولى للثورة 14 كانون الثاني.
وثالث الأفلام بعنوان «التائب» للمخرج الجزائري مرزاق علواش وهو من إنتاج فرنسي جزائري وتحصّل على جائزة في مهرجان كان السينمائي بفرنسا.
وفي إطار تكريم السينما التونسية، سيعرض خلال هذه الدورة السينمائية فيلمان تونسيان: أولهما بعنوان «دائما براندو» للمخرج رضا الباهي، وثانيهما بعنوان «زرزيس: العيش هنا» للمخرج التونسي محمد زرن الذي يصوّر فيه تفاصيل حياة فئات مختلفة داخل المجتمع ليقف عند روح التسامح التي تنظّم علائق المواطنين على اختلاف دياناتهم ومذاهبهم فيها وذلك عبر محمل مجموعة من الشهادات الحيّة لشرائح من المجتمع التونسي.
أمّا من الأعمال السينمائية العربية، وفي إطار ما أعلنت عنه مريتكسل بريجولات من سعي إلى انفتاح هذا المهرجان على الدراما السورية ومنطقة الشام، سيعرض فيلم «الليلة الطويلة» للمخرج السوري حاتم علي و»الزمن المتبقي» للمخرج الفلسطيني إيليا سليمان.
أمّا سينما الخليج، فستكون ممثلة في هذا المهرجان بفيلم «الرحيل من بغداد» للمخرج العراقي قتيبة الجنابي الذي رشحت مؤسسة «سينما من أجل السلام» العالمية في حفل توزيع جوائزها في دورته الحادية عشرة، كأفضل فيلم ضمن الأفلام الأهم التي تناولت الدراما بروح وثائقية، وذلك ضمن منافسة الترشيحات الأخيرة للمؤسسة، والتي تعد من النتاجات السينمائية المهمة على الصعيد العالمي.