و»جويل ديكر»عن روايته «حقيقة أصوات هاري كيبر» و»ليندا لي» عن «موجة القعر». وتعد جائزة غونكور من أهم الجوائز الأدبية في الثقافة الفرنسية، وتمنح الذي يحصل عليها شهرة أدبية من خلال ترجمة أعماله، إضافة إلى المال الذي يغدق على الكاتب من طباعة مؤلفاته. ولد جيروم فيراري في باريس عام 1968. ذهب إلى المدرسة في «سين ايفري سور»، في الصفوف التحضيرية في باريس، وتحصل على الإجازة في الفلسفة في باريس. وقضى طفولته وشبابه بين عاصمة الأنوار وكورسيكا، حيث ذهب مع عائلته إلى جزيرة الجمال بانتظام. وهو الآن أستاذ في الفلسفة.
«المواعظ على سقوط روما» رواية تستمع فيها لعديد من الأصوات، «جيروم فيراري» يرى أن العالم الغربي في تراجع، ويتذكر آخر سقوط للأمبراطوريات، فكانت روما القديمة، كما علق القديس أوغسطين في خطب عدة والتي كانت الأشهر رسالة: «إن العالم هو مثل ولادة رجل، وعندما ينمو، فإنه يموت». ومن هنا جاء عنوان الكتاب.
هذه الرواية قوية، على الرغم من طبيعة كتابتها السلسة، وهي ليست مملة لتسارع الأحداث وعدم الدخول في السرد الطويل، جاءت مثل اللمحة أو الومضة التي تطرق قلب القارئ، فينشد إلى مجريات الأحداث وينتظر النهاية بكل شغف، ذلك لأنها تجسد رغبة طموحة نابعة من الشخصيات من خلال كتابة مميزة للغاية.
والأحداث تجري في قرية كورسيكية، فإثنان من أصدقائه الباريسيين من الجزيرة قررا التخلي عن دراستهما لإعلاء شأن الفلسفة. إنهما يريدان جعل مدرستهما الجنة على الأرض. على حدّ تصور لايبنتز «أفضل العوالم الممكنة للجميع».
ولكن هل أكملا هذا السعي من أجل حياة أفضل؟
الحقيقة أن مقولة «الغاية تبرر الوسيلة» لا مجال لها هنا، لأن ما ظنه الأبطال هو قمة في التفكير المتذبذب والدال على عدم الحنكة والدراية، ربما هو العبث أو البحث عن الذات بالمفهوم النفسي.
سئل الروائي جيروم فيراري في أعقاب صدور روايته الأخيرة «موعظة على سقوط روما» إن كانت الشهرة تكبح الكتابة والإبداع فرد قائلاً «الشهرة مفهوم نسبي. كنت أحدس أن هذا الكتاب سيلقى صيتاً وتأثيراً لدى القراء والنقاد على السواء، لكن يبقى أن الأهم من الصيت والشهرة هو استمرار الإبداع. ليس للإبداع، لحسن الحظ، أي صلة بالترويج الإعلامي الذي يغشى نجوم كرة القدم أو السينما. فالرواية في النهاية ليست قصة سرية!».