يعيد ابتكارها, يحييها تمثيلاً قل نظيره, مؤكداً بذلك أن الفنون جميعها تتكامل..تتحد..تتماهى كيما تخلق ما هو أكثر جمالاً وبهاء وروعة.
الفنان سلوم حداد كان ضيف برنامج (نلتقي مع بروين) على محطة دبي..القادم من فنون التشكيل ليبرع ويبدع في فن التمثيل, يوكد أن دراسته للفنون الجميلة ساهمت بإغناء قدراته في تطويع ملامح الشخصية وجعلها بمتناول يديه..يرسم أدق تفاصيلها..يتخيلها كما لو أنه ينقلها الى لوحة أمامه, ثم أخيراً يكسوها لحماً ودماً.
حس الفنان الحقيقي لدى سلوم حداد الذي يتبدى في أكثر من جانب قد يعمل في بعض المواقف في حدوده القصوى فتشتغل رهافة الفنان بداخله ويسهل عندها استفزازه..وهو الأمر الذي حاولت بلطف بروين حبيب المضي باتجاهه وصولاً الى جعل حداد ربما يخترق نطاق الدبلوماسية الفنية المعهودة لدى كثير من الفنانين ممن يحسنون وبمهارة مسك العصا من منتصفها.
أما سلوم فقد فاجأنا بالتقاطه العصا من طرفها فتجاوز بكل صراحة ووضوح دبلوماسية خرقاء ساذجة يتصنعها البعض..لهذا لا ينكر أنه صاحب تصريحات نارية صدامية شجاعة أحياناً وتصدم أحياناً أخرى..تذكره بروين ببعضها من مثل قوله فيما يتعلق بالدراما السورية والمصرية (هناك من له مصلحة بالتراشق ما بين السوريين والمصريين).
وبحس الإنسان العادي المتواضع البعيد كل البعد عن فذلكات وتنظيرات يفسر حداد أن المشكلة تكمن بضيق الرؤى, ودون أن يخفي غضبه وسهولة استفزازه يذكر أنه يستفز من فنان كبير قد يصرح تصريحاً يسيء للدراما السورية, كما فعل حسين فهمي, فهم في مصر-على حد قوله-من يحتاج لمبدعي الدراما السورية.
ولا يخفي أن البعض من نجوم الدراما السورية قد يكون وقع في مطب المؤامرة بمعنى المشاركة بمسلسلات تافهة لا تتناسب وحجم هذا الفنان.
وهنا يعلن أنه لم يحب شخصية جمال سليمان في مسلسل حدائق الشيطان لأن المسلسل بأكمله يعتمد أفكاراً لا تحترم عقلية المشاهد, فما معنى أن تبنى الحكاية بمجملها على وجود (الغولة, أو أمنا الغولة-ذات التعبير المستخدم في المسلسل).
فهكذا نماذج فيها تسطيح لعقل المتفرج, أما نحن- كما يرى- فحقيقيون..لأننا نقدم أنفسنا بشكل حقيقي.
وللممثلات السوريات نصيب من تصريحات سلوم النارية الجريئة.
كأن يقول كما تذكر بروين (كل واحدة من الممثلات السوريات تعتقد نفسها جوليا روبرتس).
يوضح أحد أسباب قوله مثل ذلك التصريح أنهم أثناء تصوير مسلسل رسائل الحب والحرب, لم ترض الكثير من الممثلات السوريات بأدوار صغيرة.
يصفهن سلوم (كم ممثلة فيوزاتهن ضاربة, يحسبن أنفسهن مركز العالم)
هن يفتقدن برأيه لسمة التواضع, أهم سمات الفنان الحقيقي.
إلا أن التصريح الذي يختم به سلوم الحلقة قوله (التُّفَّه هم المعنيون بالمسلسلات)
وذلك عندما سألته بروين عن السينما السورية..ليجيب أن السينما تعاني من مشكلة في كل البلاد العربية, لأنها غير متأصلة كنوع ثقافي لدينا على العكس مما هو سائد في الغرب.
فنحن شعوب نمضي أوقاتنا بمتابعة مسلسلات مثل (نور-وسنوات الضياع) ليس إلا.