وتنعكس بدرجات على التحولات والتطورات الدولية المتسارعة , على وقع أزمة ومأزق المشروع الامبراطوري الاميركي في فلسطين والعراق.
الاهتمام بهذه الزيارة التاريخية كان متبادلاً,ففرنسا حرصت على اظهار الأهمية البالغة لزيارة الرئيس الأسد من خلال وسائل اعلامها المختلفة,كما حرصت سورية على اظهار أهمية الزيارة إلى عاصمة النور والثقافة والعلوم والفنون والدينامو المحرك في الاتحاد الاوروبي.
إنها مرحلة جديدة على حد وصف وزير الخارجية وليد المعلم, مرحلة جديدة من العلاقات عنوانها الاساسي انتقال العلاقة السورية الفرنسية إلى التفاهم واستعادة التنسيق والتعاون.
فسورية بلد يحتل موقع القلب في جغرافية ملتهبة الأطراف تتمثل في العراق وفلسطين ولبنان, ويمكن القول إنها تمكنت إلى حد بعيد من تجاوز مرحلة الضغوط لتبدأ مرحلة سياسية جديدة.
المرحلة بدأت مع نجاح دمشق في عقد القمة العربية على أرضها, وتوضحت ملامحها مع التوصل إلى اتفاق الدوحة بالتزامن مع بدء المفاوضات غير المباشرة عبر الوسيط التركي.
أمَّا على الجانب الآخر , فيشكل مؤتمر ( الاتحاد من أجل المتوسط) فرصة لاوروبا عموماً وفرنسا خصوصاً لإعادة النظر في دورها في المنطقة بعيداً عن تأثير أجندة المشروع الاميركي وسياسات العزل والضغوط التي تنتهجها ادارة بوش .
فالرئيس بشار الأسد في حديثه إلى الاعلام الفرنسي المرئي والمكتوب أوضح رأيه في الكثير من القضايا, وفي مقدمتها قضية الصراع العربي الاسرائيلي, وفي الكثير من المصطلحات السياسية داعياً إلى التعاون من أجل اقامة السلام العادل والدائم,وقد سمى الأشياء بمسمياتها داعياً للوقوف مع الحق والقانون ضد الظلم والطغيان والعدوان, وباعتماد الحوار مبدأً في العلاقات الدولية.. هذا الحوار الذي ينطلق من الاحترام المتبادل وامتصاص الصدمات وتلافي الازمات والاحتكام إلى مبادئ القانون,وإلغاء مبدأ استعمال القوة كوسيلة لحل المنازعات الدولية.
لهذا ولاسباب كثيرة, تبدو العلاقات السورية الفرنسية تتأسس على قواعد راسخة,ولها أساسات تجعل منها ذات طبيعة استراتيجية منتجة ومنفتحة على مستقبل واعد.