تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


غرف الدردشة

عين المجتمع
الاربعاء29-1-2020
رويدة سليمان

بخفة ومهارة وبأطراف أصابع أياديهم يدردشون مع أصدقاء افتراضيين ،ساعات يقضونها حاضرين جسدياً مع أفراد أسرتهم وغائبين بعقولهم.

تحاول الأم ،وهي الأكثر انتباهاً وقلقاً من انسياق ولدها إلى غرف الدردشة ،رفع يده عن هذا السلاح ذي الحدين بالترغيب والترهيب ،وبالصراخ والغضب متأففة من التكنولوجيا ،ولا تمل التحذير من عواقب استعمالها الخاطئ ،وغالباً ما تفشل أمام سطوة الانترنت على معظم أفراد الأسرة بما فيهم الأم والأب ،ويحق لهم (حسب اعتقادهم)حرية استخدام هذه التقنية دون قيد وشرط ...حجتهم أنهم يمتلكون مهارة التعامل معها ويمسكون بزمام مفاتيحه ، ولايحق لأبنائهم الانفلات من الزمان والمكان في ثرثرة حتى وقت متأخر من الليل، يغوصون في أدق تفاصيل حياتهم الشخصية والأسرية ويسعون لاصطياد اللايكات ،والخلاف في الرأي قد يفسد الصداقة الوهمية ويؤدي إلى الخصام.. وقرار الحظر بكبسة زر.‏

يؤكد خبراء ومختصون في علم النفس والتربية ،في أبحاثهم وكتبهم ..في ورشات تثقيفية وتوعوية، أن أفضل أساليب التربية هي التعلم بالقدوة ويعني هذا أن يكون الآباء قدوة في كل ما يحبون غرسه من قيم أخلاقية في أبنائهم ،وقوننة استخدام (الموبايل) يجب أن يبدأ بالآباء لينتهي عند الأبناء ولا يتورطون تحت ضغط الحاجة العلمية والوجاهة الاجتماعية في عصر الانفتاح الفضائي لشراء هذا الجهاز لابنهم إلا بعد التأكد من استعداده الجسدي والنفسي لمواجهة هذا السيل المعرفي ويكون ذلك بتربية إعلامية تمكنهم من فرز الغث من السمين ،وتربية ثقة تنجو بالأسرة من خطر انزلاقات الكترونية لاتحمد عقباها.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية